الأحد، 15 ديسمبر 2019

بيان قول الله تعالى : {وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }

๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ✿ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑
بيان قول الله تعالى :
{وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }
ويا تقيّة، إن كنتِ تريدين أن تكوني ربّانية فاعبدي النّعيم الأعظم من الجنّة والنّعيم الأعظمُ من الجنّة حقّاً تجديه في حبّ الله وقربه؛ في نعيم رضوان نفسه، حتى إذا رضي الله عنك فتشعرين بحلاوة الإيمان وبنعيمٍ عظيمٍ تجدينه في رضوان الله ريحان القلوب، فتطمئنّ نفسك وتقرّ عينك فيمدك الله بروح رضوانه تسكن في قلبك، واعلمي أنّ الذي سكن قلبك ليس الله قد تنزّل فيه، سبحانه! وإنّما ذلك روح رضوانه يمدّ الله بها حزبه الربّانيّين الذين يحبّون في حُبّ الله ويبغضون في الله، تصديقاً لقول الله تعالى:
 {لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚأُولَـٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّـهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَـٰئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿٢٢﴾}
  صدق الله العظيم [المجادلة].
وعليك أن تعلمي أختي تقية أنّ الروح التي يؤيّد الله بها من نال رضوانه إنّما هي روح الرضوان نعيم الريحان النفسي في القلب من الربّ ذلك نعيمٌ غير جنّة النّعيم، وإنّما جنّة النّعيم نعيمٌ ماديٌّ، أما نعيم روح الرضوان فإنّكِ لا ترين ذلك أبداً لا في الرؤيا بالحلم ولا في العلم في الدنيا، إنّما تشعرين بنعيم يغشى قلبك، ذلك روح رضوان ربّك إذا أحبّك الله وقرّبك ورضي عنك أمدّك الله بروح منه، أي روح نعيم رضوان نفسه على أَمَته، فإذا أدركتِ ذلك فسوف تعرفين الله يا تقيّة فتقدرينه حقّ قدره، فتعبدين ربّك حقّ عبادته فلا تكادين أن تسأمي ذكره أبداً إذا ألبسك الله لباس التقوى، ويمدّ الله بلباس التقوى من رضي الله عنه ذلك لمن خشي ربه، تصديقاً لقول الله تعالى:{وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴿٢٦﴾} صدق الله العظيم [الأعراف].
ذلك اللباس يختصّ بالروح وهو المَدَد من الله، تصديقاً لقول الله تعالى: { وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ} 
صدق الله العظيم [المجادلة:22].
وذلك لباس التقوى لا يُرى نوره إلا يوم القيامة يوم لا يُخزي الله الرسول والذين آمنوا معه نورهم يسعى بين أيديهم، فلا تُرى سوءَتك يوم القيامة؛ يوم يقوم النّاس لربّ العالمين بسبب لباس التقوى نورٌ من ربك، تصديقاً لقول الله تعالى:
 {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴿٢٦﴾} 
صدق الله العظيم [الأعراف]،
وأما الذين لم يؤيّدْهم الله بلباس التقوى في الدنيا فسوف يأتون يوم القيامة مكشوفةٌ سوءتُهم للنّاس أجمعين.
_____________
أحبتي الأنصار السائلين عن الحقّ إن كشف السوءة خزيٌ فكيف يخزي الله الرسل! فكيف يخزي الله النَّبي والذين آمنوا معه! بل عليهم لباس من نورٌ، وذلك اللباس هو لباس التقوى في هذه الحياة يوم تُبلى السرائر فيكون الباطن ظاهراً، فمن كان قلبه في نورٍ مبصراً فيجعل الله حقيقته في وجهه وفي جسده فيضيء حتى يحجب رؤية عورته يوم القيامة. تصديقاً لقول الله تعالى: 
{يَوْمَ لا يُخْزِي اللهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيِهمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتَممْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا 
إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} صدق الله العظيم [التحريم:8].
وإنما النور هو للذين اتّبعوا هدي الكتاب فهو نورٌ من ربّهم. وقال الله تعالى:
 {يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ﴿٢٦﴾}
  صدق الله العظيم [الأعراف].
فذلك هو لباس التقوى يكون لباسٌ من نورٍ يحجب سوءة المؤمنين، فلا يخزيهم الله؛
 بل اللعنة والخزي على الكافرين. تصديقاً لقول الله تعالى: 
 {وَإِذَا قِيلَ لَهُم مَّاذَا أَنزَلَ رَ‌بُّكُمْ ۙ قَالُوا أَسَاطِيرُ‌ الْأَوَّلِينَ ﴿٢٤﴾ لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَ‌هُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۙ وَمِنْ أَوْزَارِ‌ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ‌ عِلْمٍ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُ‌ونَ ﴿٢٥﴾ قَدْ مَكَرَ‌ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّـهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ‌ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُ‌ونَ ﴿٢٦﴾ ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَ‌كَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِ‌ينَ ﴿٢٧﴾}صدق الله العظيم [النحل].
وبما أنّ قلوبهم كانت في ظلماتٍ فكذلك تكون حقيقة باطنهم هي ظاهرهم يوم القيامة، فترون وجوههم مسودةً. وقال الله تعالى:
 {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَ‌ى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّـهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ ۚ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِ‌ينَ ﴿٦٠﴾ وَيُنَجِّي اللَّـهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦١﴾ اللَّـهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿٦٢﴾} 
 صدقة الله العظيم [الزمر].
فبما أنّ قلوبهم كانت في ظلامٍ في الدنيا فإنه ينعكس ذلك على ظاهرهم يوم القيامة، وكأنما أغشيت وجوههم قطعاً 
من الليل مُظلماً. وقال الله تعالى: 
{وَالَّذِينَ كَسَبُواْ السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
  صدق الله العظيم [يونس:27].
فكيف تُكشف سوءة أولياء الله يوم القيامة يا معشر الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؟ فكيف تساوُونهم بالمجرمين. 
وقال الله تعالى: {إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَ‌بِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿٣٤﴾ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِ‌مِينَ ﴿٣٥﴾ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ﴿٣٦﴾} 
  صدق الله العظيم [القلم].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين ..أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ✿ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑
الإقتباسات الاول والثاني من بيان الإمام المهدي
{ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا ۖ وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ۚ
  ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّـهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ }صدق الله العظيم ..