السبت، 31 مايو 2014

البيان الحق لقصص الإنبياء سبب الرد الجاف من رب العالمين إلى رسوله نوح (2)


 
  البيان الحق لقصص الأنبياء  سبب الرد الجاف من رب العالمين إلى رسوله نوح (2) 
هذا رسول الله نوح عليه الصلاة والسلام يناجي ربّه، قال تعالى:
{رَبِّ إِنَّ ابُنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ}
صدق الله العظيم [هود:45]
فهذا نوحٌ يقول ياربّ إن ابني من أهلي وأنت أحكم الحاكمين، ولكن الله بيّن له أنه ليس ابنه بل ثمرةُ عملٍ غير صالحٍ بسبب خيانة زوجته مع أحد شياطين البشر من الذين لا يلدون إلا وهم فُجّاراً كُفّاراً من الذين شملتهم دعوة نوح عليه الصلاة والسلام. ويريد الله أن يُطهر الأرض منهم تطهيراً كشجرة خبيثةٍ اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار، ولكنكم رأيتم ردّ الله إلى نوح وكأنه صار في نفس الله شيء من نوحٍ بسبب دعوته وقال:

{إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ}
صدق الله العظيم [هود:46]
فأدرك نوح بأنه صار في نفس ربّه شيء بسبب سؤاله 
من ربه لشيء ليس له به علم. وقال:
{ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٤٧﴾}
[هود]
وأما سبب الرد الجاف من ربّ العالمين إلى رسوله نوح وذلك لأن الله قد أفتاه من قَبْلِ أن يصنع السفينة بأنه لن يؤمن له من قومه إلا من قد آمن ولو لبث فيهم ألف سنة أخرى وذلك لأنهم قد صاروا أجمعين من ذريِّات الشياطين. ثم قال نوح:

{رَّ‌بِّ لَا تَذَرْ‌ عَلَى الأرض مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ دَيَّارً‌ا ﴿٢٦﴾ إِنَّكَ إِن تَذَرْ‌هُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرً‌ا كَفَّارً‌ا﴿٢٧﴾}
[نوح]
ثم وعد الله نوح بالإجابة وأنه سوف يغرقهم أجمعين وعليه أن يصنع السفينة، ثم أمره أن لا يخاطبه في الذين ظلموا إنهم مغرقون أجمعون، ولكن لماذا أوحى الله إلى رسوله بالأمر بأن لا يخاطبه في الذين ظلموا وأنه سوف يغرقهم أجمعين فلا يذر على الأرض منهم ديّاراً واحداً إجابة لدعوة نوح؟ وقال:

{رَّ‌بِّ لَا تَذَرْ‌ عَلَى الأرض مِنَ الْكَافِرِ‌ينَ دَيَّارً‌ا ﴿٢٦﴾ إِنَّكَ إِن تَذَرْ‌هُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ
 وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرً‌ا كَفَّارً‌ا ﴿٢٧﴾}
[نوح]
ولكني أكرر وأقول: لماذا يأمر الله رسوله نوح بالأمر أن لا يخاطبه في الذين ظلموا برغم أن الهلاك إجابة لدعوة نوح على الكافرين؟ فهل تعلمون لماذا؟ 
 وذلك لأنه يعلم بأن ولده سوف يكون من المغرقين معهم وأن نوح سوف تأخذه الشفقة والرحمة بولده وسوف يخاطب الله في شأن ولده مخالفاً أمر ربّه الذي أوحى إليه من قبل في قوله تعالى:
{وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَ‌قُونَ ﴿٣٧﴾}
صدق الله العظيم [هود]
ولكن الشفقة والرحمة بولده أجبرته على مخالفة الأمر
 {وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ}، 
 ولكن نوح خاطب ربّه في شأن ولده وفتنته الرحمة والشفقة بولده فتناسى أمر ربّه، ألا يعلم بأن الله هو أرحم الراحمين؟ لذلك وجدتم الردّ من الله على نوح كان قاسياً:
 {فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِين}.
ولكن نوح أدرك بأنه تجاوز الحدود في شيء لا يحيط به علماً وأن الله صار في نفسه شيء من عبده ورسوله نوح عليه الصلاة والسلام بسبب تجاوزه الحدود في مسألة 
لا يحيط بها علماً، ولأن نوح أدرك ما في نفس ربّه عليه من خلال الرد القاسي
 لذلك قال:
{ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٤٧﴾}
صدق الله العظيم [هود]
ويدرك مدى خطابي هذا الراسخون في العلم بمعرفة ربّهم، وإنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ بمعرفة عظمة ربّهم فيقدروه حقّ قدره فلا يدعون من دونه أحداً، 
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

البيان الحق لقصص الأنبياء وقفات مع قصة نوح عليه الصلاة والسلام (1)

المصدر
๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑

  البيان الحق لقصص الأنبياء 
وقفـــات مــع قصة نوح عليه الصلاة والســـــــلام 
إثبات خيانة زوجته (1)
بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
صدق الله العظيم [الأحزاب:٥٦]
اللهم صلّي وسلّم وبارك على كافة أنبيائك ورسلك وآلهم الطيبين والتابعين للحقّ في الأولين وفي الآخرين وفي الملأ الأعلى إلى يوم الدين..
ويا أبا حمزة محمود المصري، إنك لا تزال مصِّر على التدليس والافتراء على المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني، وتفتي:
 (أن الإمام ناصر محمد اليماني يطعن في أعراض الأنبياء جميعاً!)
وحسبي الله عليك الحكم بالحقّ بيني وبينك، 
 وإنما أفتى الإمام ناصر محمد اليماني:
  عن خيانة امرأة نوحٍ التي خانت زوجها فأنجبت له ولداً ليس من ذريته، ولكن لدى نبيّ الله نوح نساءٌ آُخريات صالحاتٌ قانتاتٌ وأنجبن له ذريَّة صالحةً، ولم يهلك الله أحداً بالغرق من ذريَّة نبيّ الله نوح عليه الصلاة والسلام. تصديقاً لفتوى الله في محكم كتابه في قول الله تعالى:
{وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ ﴿٧٥﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿٧٨﴾}

صدق الله العظيم [الصافات]
فتذكر فتوى الله تعالى:

{وَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ ﴿٧٦﴾ وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾}
صدق الله العظيم [الصافات]
ولم يقل الله تعالى وجعلنا من ذريته كون الله يعلمُ أن ذلك الرجل ليس من ذريته ولذلك لم يأتِ التبعيض للذين أنجاهم من ذريته؛ بل قال الله تعالى:

{وَجَعَلْنَا ذُرِّيَّتَهُ هُمُ الْبَاقِينَ ﴿٧٧﴾ وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ ﴿٧٨﴾ سَلَامٌ عَلَىٰ نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ ﴿٧٩﴾ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٠﴾ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ ﴿٨١﴾ ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ ﴿٨٢﴾}
صدق الله العظيم [الصافات]
فانظر إلى دليل الإمام المهدي الذي يأتيكم به من محكم كتاب الله القرآن العظيم فيجد المؤمنون أنهُ حكمٌ بيِّن استنبطه لهم الإمام المهدي من آيات أمّ الكتاب البينات لعالمكم وجاهلكم، وأما البرهان الذي استند عليه أبو حمزة في قول الله تعالى:
 
 {وَنَادَىٰ نُوحٌ ابنه وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ}
  صدق الله العظيم [هود:٤٢]
، فنقول ذلك حسب ظنّ نوحٍ أنه من ذريته ولم يكن يعلم بخيانة زوجته له إلا حين أفتاه ربّه. وقال الله تعالى:
{وَنَادَىٰ نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الحقّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ﴿٤٥﴾ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ﴿٤٦﴾}
صدق الله العظيم [هود]
ولكن أبو حمزة يريد أن يستدل بالضبط بقول الله تعالى:
 
{وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ}  صدق الله العظيم،
ولكنه يُعتبر أبوه بالتّبني كونه من ربّاه وينادي نوحاً أبتي، ونوحٌ عليه الصلاة والسلام كان يظنّ أنه ابنه، ولكنه من ذريَّة رجلٍ آخر خبيثٍ، ولسوف أضرب لك على ذلك مثلاً في الغلام الذي قتله الرجل الصالح في قصة الرحلة لنبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام والرجل الصالح في قول الله تعالى:
{وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ﴿٨٠﴾ فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا ﴿٨١﴾}

صدق الله العظيم [الكهف]
ولكنهُ في الحقيقة ليس ابناً لهم وإنما هم أبواه بالتّبني كونه لم يأتِ لهما ذريَّة بعدُ، وجُلب إليهم غلاماً وتمّ وضعه على باب دارهم وهو من ذريِّات الشياطين، فوجدوه فأخذوه وقاموا بتربيته لوجه الله، واتخذوه ولداً لهم، وكانوا يحبونه حُبّاً جماً، ولكن الله أراد أن يجزيهم على فعل الخير أن ينقذهم من فتنة ذلك الولد الذي هو أصلاً من ذريِّات الشياطين من الذين لا يلدون إلا فاجراً كفاراً، و أراد الله أن يستبدلهم بولدٍ هو من ذريتهم فحملت المرأة الصالحة من زوجها في ذلك العام الذي قُتل فيه غلامهم.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا}
صدق الله العظيم [الكهف:٨١]
فانظر يا أبا حمزة لقول الله تعالى:
{وَأَقْرَبَ رُحْماً}
صدق الله العظيم
أي من ذريتهم بمعنى أن ذلك الغلام لا يقربهم في الرحم كونه ليس من ذريتهم، وتبين لك الحقّ لا شك ولا ريب كونك احتججت بقول الله تعالى:
{وَنَادَى نُوحٌ ابنه} 
صدق الله العظيم، وتريد أن تزعم أن الله لا ينبغي له أن يقول:
 {وَنَادَى نُوحٌ ابنه} إلا وهو يعلم أنه ابنه ولكنك من الخاطئين، وإنما يقصد الله أنه ابنه بالتّبني كونه ينادي نبيّ الله نوح أبتي، ومثله كمثل ذلك الغلام فلم يقصد الله أن الأبوين الصالحين هم حقاً أبوا الغلام وإنما يقصد أنهما أبواه بالتّبني. ولذلك قال الله تعالى:
{وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَن يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْراً}
صدق الله العظيم
ولكن الله بيّن في ذات الآية إنما هما أبواه بالتّبني ولذلك قال الله تعالى:

{فَأَرَدْنَا أَن يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْراً مِّنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْماً}
صدق الله العظيم
وحصحص الحقّ يا محمود ولا أظنك سوف تعترف بالحقّ ما دامت تأخذك العزةُ بالإثم، فلا ولن تهتدي إلى الصراط المستقيم حتى تتقي الله وتتنازل عن كبرك وغرورك حين يتبين لك الفتوى الحقّ من ربّك إن كنت من الصالحين، فسوف تقول: "ربّي إني ظلمت نفسي بقولي عليك مالم أعلم له ببرهان من عندك فاغفر لي إنك أنت الغفور الرحيم". هذا لو كنت من الذين لو علموا الحقّ لاتبعوه أما الذين في قلوبهم كبر فلن يتبعوا الحقّ من ربّهم حتى ولو تبين لهم الحقّ من ربّهم فلن يتبعوه.

 تصديقاً لقول الله تعالى:
{سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الأرض بِغَيْرِ الحقّ وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لَا يُؤْمِنُوا بِهَا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الرُّشْدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا وَإِنْ يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلًا ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}
صدق الله العظيم [الأعراف:١٤٦]
وأما برهانك في قول الله تعالى:

{الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ 
أُولَٰئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ}
صدق الله العظيم [النور:٢٦]
فهل تظنّ امرأة نبيّ الله نوح ونبيّ الله لوط عليهما الصلاة والسلام أنهن من الطيبات؟ إذاً فلماذا أدخلهما الله نار جهنم؟؟ تصديقاً لقول الله تعالى:

{فَخَانَتاهُما فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ}
صدق الله العظيم [التحريم:١٠]
وذلك تصديقاً لقول الله تعالى:

{لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىٰ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا
 فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ}
صدق الله العظيم [الأنفال:٣٧]
أخوكم الإمام ناصر محمد اليماني..

๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑

الجمعة، 30 مايو 2014

البيان الحق لقصص الأنبياء قصة نبيّ الله داوود عليه السلام (2)

 
 البيان الحق لقصص الأنبياء  قصة نبيّ الله داوود عليه السلام (2)
بسم الله الرحمن الرحيم 
 والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وآله التوابين المتطهرين والتّابعين للحقّ إلى يوم الدين.. 
قال الله تعالى: 
{وَدَاوُودَ وَسليمان إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْ‌ثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴿٧٨﴾ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} 
صدق الله العظيم [الأنبياء:78-79]
 وهذه قصة رجلين إخوة كان أحدهما غنياً لديه أغنامٌ كثيرةٌ ومزرعةٌ، وأما الآخر فهو فقيرٌ ولديه قليلٌ من الغنم لا تساوي إلا بنسبة 1% إلى غنم أخيه ولهُ أولاد كثير، وغنمه القليلة هي مصدر عيشهم هو وأولاده وهو جار أخيه قرباً وجُنباً، فدخلت غنيماته مزرعة أخيه الغنيّ ونفشت فيها. ولذلك قال الله تعالى:{الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} صدق الله العظيم،
 وذلك لأنها مصدر رزق القوم وهو الرجل الفقير وأولاده، ومن ثمّ أخذ الغنم صاحب المزرعة الغنيّ وهو يعلم أن ليس لدى أخيه مالٌ ليقوم بتعويضه، وقال له لقد ضممتُ غنمك إلى غنمي لأنها أكلت بضعف ثمنها، ولكن أخاه فقيرٌ وليس لديه إلا هذه الغنم القليلة وهي مصدر قوته الوحيد هو وأولاده ولكن أخاه ضم غُنيماتهم إلى غنمه بحجة اتلاف الحرث ويُطالب أخاه أن يفيه عليها مالاً لأنه يقول أنها أتلفت ضعف ثمنها. ومنّ اختصما إلى داوود عليه الصلاة والسلام حتى يحكم بينهم بالحقّ كما يرجو الفقير، وكان الغنيّ فصيح اللسان بليغ الكلام تكلم بين يدي الحاكم داوود وعزّ أخاه الفقير بالخطاب بين يدي الحاكم داوود عليه الصلاة والسلام وهو يرفع الدعوى على أخيه أن يفيه مالاً فوق غنمه لأن الغنم يقول أنها أكلت بضعف ثمنها، وأما أخوه فهو ليس منكراً أن غنمه نفشت في حرث أخيه ولذلك كان منصتاً، فظنّ داوود أن إنصاته يُعتبر اعترافاً منه بما قاله المُدعي ولم يُنكر أي شيء من دعوى أخيه. فلما رأى داوود أن صاحب الغنم منصتٌ ولم يردّ على الادعاء بشيء من الإنكار فظنّ داوود أن ذلك اعترافٌ من صاحب الأغنام أن الغنم حقاً نفشت بالمزرعة وأنها حقاً أكلت ضعف أثمانها، وإنما عزّه بالكلام بين يدي الحاكم، ومن ثمّ حكم داوود بغنم الفقير للغني وهي بما أكلت دون أن يزيده مالاً فهو جاره قُرباً وجُنباً. وكان سليمان عليه الصلاة والسلام إلى جانب أبيه فنظر من بعد الحُكم إلى وجه الفقير فرآه منخنقاً يكاد أن يبكي من ظلم أخيه له فليس لديه هو وأولاده غير تلك الغُنيمات وهي مصدر عيشه الوحيد هو وأولاده وأما أخوه فهو غني فلديه أغنامٌ كثيرةٌ ومزرعةٌ، ولكن المظلوم أناب إلى الله في نفسه يشكو إليه ظُلم أخيه له فكيف يريد أن يضم غنمه القليل إلى أغنامه وهي لا تساوي إلى غنم أخيه الكثير إلا بنسبة واحد في المائة فلا يزال يحسده عليها نظراً لأنه أحب إلى النّاس منه، ولكن المتقين يجعل لهم الرحمن وداً، وهو يعلمُ بحاله ويعلمُ أنها مصدر عيشه هو وأولاده. فألهم الله سليمان الحكم الحقّ بأن يُطلع أباه الحاكم بنفسه ومعه خبيرٌ بالحرث لكي يتم الاطلاع على ما أتلفت الغنم في الحرث ثمّ يتم تقديره بالحقّ من غير ظُلم.ثم تبين لداوود عليه الصلاة والسلام من بعد الاطلاع أنه حكم على الرجل بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، وتبين له إنما أعز المظلومَ أخوه بالكلام وليس قَدَرُ الاتلاف في المزرعة بحسب دعوى أخيه، وتبين له إنما أعزه في الخطاب بلحن دعوى الغني. ثم حكم لصاحب الحرث بقدر حقه بالحقّ يتمّ دفعه على مُكْثٍ من ذريِّات غنم الفقير ولبنها وسمنها ووبرها. ولذلك قال الله تعالى: 
 {وَدَاوُودَ وَسليمان إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْ‌ثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴿٧٨﴾ فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ} 
صدق الله العظيم [الأنبياء:78-79] 
ولذلك قال الله تعالى:{وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} صدق الله العظيم [الأنبياء:79] 
ولكن داوود بادئ الأمر ظلم الفقير بسبب حُكمه بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً، بسبب أن أخاه عزّه بالكلام بين يدي داوود وظنّ داوود أن سكوت صاحب الغنم اعترافاً بكلام أخيه أنه حقٌّ فلم يَرُدَّ على ما ادّعاه أخوه بشيء من الإنكار، ولذلك ظلم داوود الفقير بغير قصد منه.ولكن الله ألهم سليمان الحكم الحقّ بوحي التّفهيم واتّبع داوود حكم ابنه سليمان ثمّ حكم بالحقّ.
 ولذلك قال الله تعالى: {وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا} صدق الله العظيم.
 وأراد الله أن لا يعود خليفته داوود إلى ذلك فلم يكن هينٌ عند الله ولو لم يكن بغير قصدٍ من داوود فلا يجوز له أن ينطق بحكمه عن الهوى بل لكُل دعوى برهانٌ وبينةٌ مؤكدةٌ، وإذا لا توجد فعلى من أنكرَ اليمينُ، ولذلك ابتعث الله اثنين من الملائكة تسوروا المحراب ولم يدخلوا من الباب وكان داوود عليه الصلاة والسلام ساجداً في سجوده الأخير في صلاته فجلس من سجوده فإذا هم أمامه واقفين فأوجس منهم خيفة فكيف دخلوا من الباب وهو مغلقٌ، ولكنهم رأوا الخوف قد ظهر منهم في وجه نبيّ الله داوود عليه الصلاة والسلام ثمّ طمأنوه:
 {قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بالحقّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ (22)}
 صدق الله العظيم [ص]
 ثمّ ظنّ داوود أنهم من الرعية مختصمين ولم يكن يعلمُ أنهم ملائكةٌ، وقال: ما خطبكم؟ ومن ثمّ ألقى الملك الذي يُمثل صاحب الأغنام القليل دعواه وقال:
 {إِنَّ هَذَا أَخِي له تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ(23)}
 صدق الله العظيم [ص]
 ويقصد أن أخاه غنيٌّ وصاحبَ أغنامٍ كثيرةٍ بينما هو ليس لديه إلا بنسبة واحد في المائة ويقصد قلة أغنامه، فضم غنمه القليل إلى غنمه الكثير وعزه بالكلام عند الحاكم بينما هم ملائكة وليس لديهم أغنام، وإنما يريد الله من داوود أن يذكره بظلمه في حكمه للفقير من قبل لولا أن فهمها الله سليمان عليه الصلاة والسلام، المهم إن داوود حكم بحكم مخالف لحكمه الأول في قصة الحرث والغنم وقال: 
{قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} 
صدق الله العظيم [ص:24] 
وبعد أن قضى داوود بحكمة بينهما بالحقّ: {وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}! [ص:24]،
 أي: اختفوا من بين يديه! ومن ثمّ علم وأيقن داوود عليه الصلاة والسلام أنهم ليسوا من البشر بل هم ملائكة، ومن ثمّ علم أنهم يرمزون لصاحب الحرث وصاحب الغنم وإنما يريد الله أن يذكره بحكمه الأول أنه كان فيه ظلم على الفقير، وكان داوود لا يزال جالس على السجادة ثمّ خرَّ راكعاً وأناب إلى ربّه ليغفر ذنبه.وقال الله تعالى:  
{وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ‌ ربّه وَخَرَّ‌ رَ‌اكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿٢٤﴾ فَغَفَرْ‌نَا له ذَٰلِكَ وَإِنَّ له عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ ﴿٢٥﴾ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرض فَاحْكُم بَيْنَ النّاس بالحقّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴿٢٦﴾} 
صدق الله العظيم [ص]
 ولكن في هذه الآيات كلماتٌ من المتشابهات كمثال قول الله تعالى:
 {فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاس بالحقّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(26)} 
 صدق الله العظيم،
 وكلمة التشابه هو في قول الله تعالى: {وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}
  صدق الله العظيم.
 فظنّ الذين لا يعلمون إنّه هوى فتنة النساء ومن ثمّ وضع المنافقون قصة تُشابه هذه الآية في ظاهرها : {وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ}
  صدق الله العظيم،
 وقالوا إن داوود أحبَّ امرأة أحد قواده فأرسله ليقاتل في سبيل الله لكي يتزوج بامرأته! قاتلهم الله أنى يؤفكون، فكيف يفعل ذلك نبيّ الله يُعلي كلمة الله، وليس عبداً لشهوته حتى يبعثَ مجاهداً في سبيل الله ليتزوج بامرأته؟ 
ولكن الإمام المهديّ يُبطل افتراءهم الباطل بالحقّ فيدمغه وننطق بالحقّ، ونقول:
 إن الهوى في هذا الموضع لا يقصد به هوى العِشق بل ذلك من المتشابهات بل يقصد بالهوى الظنّ الذي لا يغني من الحقّ شيئاً،مثال قول الله تعالى: 
{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ ﴿٣﴾ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾} 
صدق الله العظيم [النجم] 
أي: أنه لا يتبع الظنّ فيقول على الله مالم يعلم فيضل نفسه ومن معه عن سبيل الله
ولذلك قال الله تعالى:  
{إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ ﴿٤﴾ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَىٰ ﴿٥﴾}
 صدق الله العظيم [النجم] 
أي: أنه ليس قولاً عن الهوى بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً؛ بل هو وحيٌ يوحى علمه شديد القوى، وذلك لأن الذين ينطقون عن الهوى بالحكم بين النّاس فيما كانوا فيه يختلفون سواء في قضايا المسلمين أو في اختلافهم في الدين فيحكمون بينهم عن الهوى الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً من غير حجّة ولا برهان فحتماً يظلمون أنفسهم ويضلون أمتهم عن سبيل الله الحقّ ولذلك قال الله تعالى لنبيه داوود: 
{فَاحْكُمْ بَيْنَ النّاس بالحقّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ(26)} 
صدق الله العظيم [ص] 
والآن صارت القصة مفصّلة ومفهومة. وقال الله تعالى:
 {وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُ‌وا الْمِحْرَ‌ابَ ﴿٢١﴾ إِذْ دَخَلُوا عَلَىٰ دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَىٰ بَعْضُنَا عَلَىٰ بَعْضٍ فَاحْكُم بَيْنَنَا بالحقّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَىٰ سَوَاءِ الصِّرَ‌اطِ ﴿٢٢﴾ إِنَّ هَـٰذَا أَخِي له تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ ﴿٢٣﴾ قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَىٰ نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيرً‌ا مِّنَ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَّا هم ۗ وظنّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ‌ ربّه وَخَرَّ‌ رَ‌اكِعًا وَأَنَابَ ۩ ﴿٢٤﴾ فَغَفَرْ‌نَا له ذَٰلِكَ وَإِنَّ له عِندَنَا لَزُلْفَىٰ وَحُسْنَ مَآبٍ ﴿٢٥﴾ يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأرض فَاحْكُم بَيْنَ النّاس بالحقّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَىٰ فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ﴿٢٦﴾}
 صدق الله العظيم [ص]
 ويا علماء الأمَّة احذروا ظاهر المُتشابه من القرآن فظاهره يخالف العقل والمنطق وتأويله غير ظاهره وإنما يغركم كلمات متشابهات في الآيات فتجعلون تأويل المُتشابه كالمحكم، وإنكم لخاطئون في ذلك لأن المُتشابه ليس ظاهره كباطنه ولذلك لا يعلمُ بتأويله إلا الله، وهومن يُعلّم من يشاء بتأويله من عباده بوحي التّفهيم وليس وسوسة شيطانٍ رجيمٍ، ويأتيكم بتأويله بالسلطان المبين من محكم الكتاب ليتذكر أولوا الألباب.فإن كنتم تريدون الحقّ فإني الإمام المهديّ حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ فإذا وجدتموني أنطقُ عن الهوى بالظنّ الذي لا يُغني من الحقّ شيئاً من غير علمٍ ولا سلطانٍ من الرحمن فلا تتبعوني ما لم أهيمن عليكم بالعلم والسلطان المبين من محكم الكتاب المُبين، 
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
 أخوكم الداعي إلى الصراط المستقيم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني

الخميس، 29 مايو 2014

البيان الحق لقصص الأنبياء قصة العبد الصالح وموسى عليه السلام (1)


البيان الحق لقصص الأنبياء قصة العبد الصالح وموسى عليه السلام
بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخي الكريم (علاء الدين)، جعلكَ الله من الموقنين وبصَّركَ الله بالبيان المبين لذكر العالمين. وبالنسبة للسؤال الأول، فقلت:

( أريدك ان تحدثني عن الخضر عليه السلام ).
ومن ثمّ يردّ عليك المهدي المنتظر:
 إن الذين قالوا إنّ اسمه الخضر يقولون على الله ما لا يعلمون، فإنه لا يُعلَم باسمه ومن يكون، حتى كليم الله موسى عليه الصلاة والسلام لا يعلم ما اسمه ولم يشهره الله إجابةً لطلب عبده أن لا يشهره للناس حتى لا يبالغوا فيه بغير الحقّ فيدعونه من دون الله كونه تعلَّم منه العلم كليمُ الله ورسوله موسى عليه الصلاة والسلام، ولم يخبر الله نبيّه موسى عليه الصلاة والسلام عن اسم هذا العبد ولا عن عنوانه شيئاً حتى يذهب إليه، بل أمره الله أن يذهب ليتعلم العلم مع عبدٍ من عبادِه الصالحين، فقال ربي وما اسمه وأين أجده وفي آية قرية هو؟ ولم يفتِ اللهُ نبيّه موسى عليه الصلاة والسلام بأي شيءٍ عن هذا العبد لا عن اسمه ولا عن قريته ولا عن محرابه الذي يجده فيه وذلك إجابةً لطلب عبده من ربّه أن لا يشهره لأحدٍ حتى لا يعظِّمونه بغير الحقّ فيدعونه من دون الله، ولذلك أمر الله نبيّه موسى عليه الصلاة والسلام أن يأخذ معه حوت (سمك) وحيث يبعثه الله فلينتظر الرجل في ذلك المكان، وقال الله تعالى:
{ وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) }

صدق الله العظيم [الكهف]
ولحكمةٍ إلهيةٍ حتى لا يرى موسى وفتاه الجهة التي يأتي منها العبد الصالح، فحين وصلا مجمع البحرين أَويا إلى الصخرة ليأخذا لهما قسطاً من الراحة وناما إلى ما شاء الله، وأثناء نومهما بعث الله الحوت من الوعاء الذي فيه المتاع وهو وعاء مفتوحٌ ذو شناق تحمله الأيدي،المهم إن الله بعثه أثناء نومهم وهما لا يعلمان لأنهما نائمان وقال الله تعالى:

{ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) }
صدق الله العظيم
والبيان الحقّ لقول الله تعالى:
{ نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) }
  صدق الله العظيم
 أي نسيا حوتهما أن يتفقداه بعد أن قاما من نومهما بل حملا متاعهما وذهبا مواصِلَيْنِ سفرهما حتى أصابهما التّعب والنَّصَب
:
 { فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا }، 
 ولكن الله أفتانا أين ذهب الحوت، إنه بعثه واتخذ سبيله في البحر:
{ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) }
صدق الله العظيم
لأنكم قد تظنون أن أحدهم شاهد المعجزة بأنّ الله بعث الحوت واتخذ سبيله في البحر سربا وفتاه كان يشاهد هذه المعجزة إن الله بعث الحوت واتخذ سبيله في البحر عجباً! فكيف ينسى شيئاً مثل هذا يحدث أمام عينيه ثمّ لا يكلّم به نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام؟! بل الله أخبرنا ما صنع بالحوت:

{ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) }
صدق الله العظيم
ومن ثمّ حين قام بتفتيش وعائَهما ليخرج غداءهَما، افتقدا السمك فإذا هو ليس
 بموجودٍ في الوعاء الذي فيه المتاع فقال:
{ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا }
صدق الله العظيم [الكهف:63]
وكلام الرجل إلى قول الله تعالى: 
 {قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَاإِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنسَانِيهُ إِلَّاالشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ}  
 والفتوى من الله جاءت مباشرة لنا وقال:
 { وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا } صدق الله العظيم.
أما هما فلا يعلمان ما حدث، وإنما آخر رؤيةٍ للحوت هو منذ أن فتّش الوعاء فأخرج لهما متاعاً قبل نومهما عند الصخرة وكان موجوداً في الوعاء وأكلا من متاعِهما وناما وهو موجودٌ في الوعاء، وبعد أن قاما أخذا وعاء المتاع فواصلا الرحلة، ولكن أثناء نومهما بعث الله الحوت فاتخذ سبيله في البحرسربا، والحكمة من نسيانِه هو للتمويهِ عن الجهة التي سوف يأتي منها الرجل الصالح حتى إذا ارتدا على آثارهما قصَصَاً علّه وقع من الوعاء أثناء الرحلة من بعد أن انطلقا من عند الصخرة، المهم إن نبيّ الله موسى لم يأتِ إلا والرجل عند الصخرة ولم يعلم نبيّ الله موسى من أيِّ جهة أقبل منها الرجلُ الصالحُ حتى لا يُخمِّنا القرية التي أقبل منها، وانقضت الحكمة للتمويه عن المنطقة التي يأتي منها الرجل الصالح حتى إذا جاء موسى عليه الصلاة والسلام والرجل الصالح عند الصخرة حيث كانا علم إنه هو، وإن الحوت قد بعثه الله عند الصخرة علامةَ المكان الذي يجد فيه الرجل الصالح، ولم يسأله نبيّ الله موسى عن اسمِه لأنَّ الله نهاهُ عن ذلك بل أقرأَه السلامَ وطلب مِنهُ مُباشرةً أن يتَّبِعه فيعلِّمَه مما علَّمه الله، وقال الله تعالى:

{ فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) }

صدق الله العظيم [الكهف]
ثم ردَّ عليه نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام:

{ قَالَ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا }
[الكهف:69]
ومن ثمّ شرط عليه الرجل الصالح:

{ قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَن شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا }
[الكهف:70]
ولكن لو صبر موسى ولو على واحدة لأصبح نبيّ الله موسى أعلم من الرجل الصالح وبما إن الرجل الصالح هو أعلم من موسى ولذلك حكم بالنتيجة من قبل الرحلة والصحبة:

{ قَالَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا }
[الكهف:68]
ولذلك كان يُذكّر نبيّ الله موسى الذي لم يصبر ويقول له الرجل الصالح:

{ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا }
[الكهف:72]
ولكن نبيّ الله موسى اعتذر في المرة الأولى:

{ قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا }
[الكهف:73]
ولكن موسى بعد مقتل الغلام قد حكم على نفسه وقال:
{ قَالَ إِن سَأَلْتُكَ عَن شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِن لَّدُنِّي عُذْرًا }
[الكهف:76]
حتى إذا سأله المرّة الثالثة، قال:

{ قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِع عَّلَيْهِ صَبْرًا }
[الكهف:78]
وعلى كلّ حالٍ تبيَّن لنا إن الرجل لم يكن من الأنبياء والمرسلين بل من عباد الله الصالحين. تصديقاً لقول الله تعالى:

{ فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْمًا }
[الكهف:65]
أي: عبدٌ من عبادِ الله الصالحين وذلك لكي لا تحصروا العلم والتكريم للأنبياء 
من دون الصالحين، 
وأمّا المفيد من القصة فسبق التفصيل في ذلك في عدة بيانات.
---
وسلامٌ على المرسلين والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخو (محمد علاء الدين) وجميع الأنصار السابقين الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

دعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني إلى النّاس أجمعين ..

الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني
كُتب البيان في أواخر شهر ذي الحجّة لعام 1431 للهجرة
๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ✿ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑

دعوة الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني إلى النّاس أجمعين ..
بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} صدق الله العظيم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا أمّة الإسلام جميعاً، إنّي أنا الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ من ربّكم، ولا ينبغي لكم أن تصدّقوا من يدّعي شخصيّة المهديّ المنتظَر ما لم يثبت لكم بالبرهان المبين أنّه خليفة الرحمن، لكون الإمام المهديّ هو خليفة الله في الأرض، فهل تعتقدون أنّه ينبغي لكم أن تصطفوا خليفة الله من دونه؟

 والجواب تجدونه من الربّ مباشرةً في محكم الكتاب في قول الله تعالى:
{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [القصص].
وقال الله تعالى: 

{اللَّـهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ ۗ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِندَ اللَّـهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ}
صدق الله العظيم [الأنعام:124].
ألا وإنّ النّبوّة أو الخلافة والإمامة هي اصطفاءٌ من الله وليست اختياراً من البشر؛ بل الله يخلق ما يشاء ويختار وليس للإنس والجنّ ولا لملائكة الرحمن المقرّبين الحقّ في أن يختاروا خليفة الله من دونه، وليست الملائكة والجنّ والإنس بأعلم من ربّهم سبحانه، ومثل الإمام المهدي خليفة الله في الأرض كمثل خليفة الله آدم - عليه الصلاة والسلام - وقال الله تعالى:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
فقد أخطأ الملائكة في حقّ ربّهم سبحانه وتعالى علواً كبيراً بغير قصدٍ منهم، وخطأُهم هو قولهم: 

{أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}، 
 ولكنّ الله علّام الغيوب يعلمُ بحقائق عباده من قبل أن يخلقهم. فلا يمكن أن يصطفي خليفةً له في الأرض يظلم عباده ويسفك دماءهم، تصديقاً لقول الله تعالى:{إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} صدق الله العظيم [الشورى:27].
فكيف يصطفي له خليفةً في الأرض وهو يعلمُ أنّه سوف يفسد فيها ويسفك دماء عباده بغير الحقّ؟ سبحان علّام الغيوب يعلمُ غيب السماوات والأرض من قبل أن يخلقكم ويعلمُ ما تبدون وما كنتم تكتمون!
ولكنّ الله أسرَّ في نفسه خطأ ملائكته المقرّبين في حقّ ربّهم، وخطأُهم هو أنّهم ليسوا بأعلم من ربّهم حتى يكون ردّهم على ربّهم:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ومن ثمّ خلق الله آدم عليه الصلاة والسلام وخلق معه ذُريّته جميعاً فجعلهم في ظهره

 ثمّ أخذ منهم الميثاق. وقال الله تعالى:
{وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ ۛ شَهِدْنَا ۛ أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَـٰذَا غَافِلِينَ ﴿١٧٢﴾} 

 صدق الله العظيم [الأعراف].
ومن ثمّ اختار خلفاء الله في الأرض جميعاً من الأنبياء والمرسَلين والأئمّة الصالحين، ومن ثمّ علَّم آدم بأسماء الخلفاء والأنبياء والأئِمّة من ذريته من أوّلهم إلى خاتمهم الإمام المهديّ، ومن ثمّ عرضهم الله على ملائكته المقرّبين وقال لهم:  

{فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم [البقرة:31].
أي إن كنتم صادقين بأنّهم سوف يفسدون في الأرض ويسفكون الدماء فساداً في الأرض ومن ثمّ عَلِم الملائكة أنّه صار في نفس ربّهم شيء بسبب ردّهم عليه:

 {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}، ومن ثمّ سبّحوا ربّهم مُنزِّهينه عن الخطأ وحده لا شريك له واعترفوا أنّهم ليسوا بأعلم من ربّهم سبحانه وقد علموا بخطئهم في حقّ ربّهم بسبب قوله لملائكته المقرّبين:
 {فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} صدق الله العظيم.
ألا وإنّ ملائكة الرحمن المكرّمين المقرّبين لمن الصادقين في الإيمان بالرحمن، وإنّما يقصد الله تعالى بقوله: {إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِيْنَ}
بقولكم: {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}، فكأنّكم أعلم من الله! ومن خلال ذلك فهموا ما صار في نفس ربّهم عليهم بسبب هذا القول، ومن ثمّ تابوا وأنابوا وسبّحوا ربّهم مُنزِّهينه عن الخطأ فقالوا:

 {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾}صدق الله العظيم [البقرة].
ومن ثمّ أراد الله أن يعلِّم ملائكته والجنّ والإنس ما هو البرهان لخليفة الرحمن، وهو أنّه يزيده بسطةً في العلم على الذين سيستخلفهُ عليهم، ولذلك قال الله تعالى:

 {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَـٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٣١﴾ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۖ إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٣٢﴾ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾}صدق الله العظيم [البقرة].
حتى إذا أقام خليفة الله الحجّة والبرهان بأنّ الله الذي اختاره قد زاده بسطةً في العلم على ملائكة الرحمن، وحتى إذا علّمهم خليفة الله آدم بما لم يكونوا يعلمون فأقام الحجّة عليهم أنّه أعلم منهم لكونهم كانوا يريدون أن يجعل الله خليفته على الملائكة والجنّ والإنس من صنف الملائكة، ولذلك قالوا: 

{أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}، 
وإنّما يحاجون ربّهم بقولهم {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ}،
 لكونهم يريدون أن يكون خليفة الله على الملائكة والجنّ والإنس هو من ملائكة الرحمن المقرّبين ولذلك قالوا:
 {أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}، ويقصدون أنّهم أولى أن يكون خليفة الله الشامل منهم وذلك ما يقصدونه بقولهم: {وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ}، فهم يرون أنّهم أولى أن يكون خليفة الله على عبيده منهم، هيهات هيهات، أفلا يعلمون أنّ خليفة الله الخالد في الآخرة والأولى لا ينبغي له أن يرضى بملكوت السماوات والأرض وما فيهن وبملكوت الجنّة التي عرضها السماوات والأرض حتى يحقق الله له النّعيم الأعظم منهما جميعاً؟ ولكنّ أكثر العبيد لا يعلمون.وحتى لا نخرج عن الموضوع فسوف نعود لننظر البرهان من الرحمن على الاستدلال على خليفته المصطفى وتجدون أنّ الله اختار آدم - عليه الصلاة والسلام - ومن ثمّ زاده بسطةً في العلم على الملائكة المقرّبين، ولن تجدوا أنّ الله أمر ملائكته بالسجود لآدم إلا بعد أن أقام خليفةُ الله آدم عليهم الحجّة بالحقّ بأنّ الذي خلقه واختاره أن يكون خليفته عليهم وعلى الجنّ فقد زاده بسطةً في العلم عليهم، حتى إذا أثبت خليفة الله آدم البرهان أنّ الرحمن زاده بسطةً في العلم عليهم ومن ثمّ جاء الأمر من الله إلى الملائكة، وقال: {اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا}صدق الله العظيم [البقرة:34].
وقال الله تعالى:{قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَائِهِمْ ۖ فَلَمَّا أَنبَأَهُم بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ ﴿٣٣﴾ وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا}

  صدق الله العظيم [البقرة:33-34].
وذلك حتى يعلم الملائكة والجنّ والإنس أنّ برهان الخلافة والإمامة هو بسطة العلم، ولذلك تجدون أنّه حين اصطفى الله الإمام طالوت خليفةً له على بني إسرائيل وإماماً لهم من ربّهم قال:

 {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّـهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا ۚ قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ ۚ قَالَ إِنَّ اللَّـهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۖ وَاللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ ۚ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴿٢٤٧﴾} 
 صدق الله العظيم [البقرة].
وهذا يعني أنّ اختيار الإمام المبعوث لا ينبغي للأنبياء أن يختاروه من دون الله ولا ينبغي لملائكة الرحمن التدخّل

 فيما يختصّ به الله من دون عباده.تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ۗ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ۚ سُبْحَانَ اللَّـهِ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٦٨﴾} صدق الله العظيم [القصص].
ويا سبحان ربّي، فبرغم أنّ الشيعة يعلمون أنّ الإمام هو اصطفاءٌ من الرحمن وأنّه ليس للعباد الخيرة في الأمر ولكنّهم اصطفوا الإمام محمد بن الحسن العسكري من دون الله وآتوه الحكم صبيّاً! ولم نجد من علمه شيئاً، ثمّ يقول لهم الإمام المهدي: 

{إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَـٰذَا ۚ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّـهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّـهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ ﴿٦٩﴾} 
صدق الله العظيم [يونس].
وأمّا السُّنّة، وما أدراك ما السُّنّة والجماعة؟ فحرّموا على خليفة الله المصطفى عليهم أن يقول لهم: يا أيّها النّاس إنّي خليفة الله عليكم اصطفاني الرحمن فزادني عليكم بسطةً في علم البيان الحقّ للقرآن ولن يجادلني عالِمٌ من القرآن إلا غلبته بسلطان علم البيان، حقيق لا أقول على الله إلا الحقّ، وما كان ردّهم إلا أن قالوا: "هيهات هيهات، فما ينبغي لخليفة الله أن يقول لنا أنّه خليفة الله الإمام المهدي؛ بل نحن من نختار خليفة الله المهديّ المنتظَر من بين البشر ونقول له إنّك أنت خليفة الله المهديّ المنتظَر شرط عليه أن ينكر ثمّ نكرِهُهُ على البيعة وهو صاغر".  

ثمّ يقول لكم المهديّ المنتظَر: 
 أفلا تتّقون يا معشر المؤمنين الذين يزعمون أنّهم من يختار المهديّ المنتظَر وحرّموا عليه إذا حضر في قدره المقدور في الكتاب المسطور أن يعرّفهم على شأنّه فيهم؟ إذاً فما يدريكم بأيّ عصرٍ يبعث الله المهديّ المنتظَر؟ وما يدريكم أيّ البشر خليفة الله المهديّ المنتظَر؟ فهل أنتم أعلم أم الله سبحانه وتعالى عمّا يشركون!
ويا أيّها الأشراف من البيت الهاشمي القُرشي، 

إن كنتم من البشر الذين يتفكّرون فخير الدّواب الذين يعقلون، ولن تجدوا أولي الألباب يحكمون على الداعية من قبل أن يستمعوا إلى قوله فيتدبّروا سلطان علمه هل جاء بالحقّ أم كان من اللاعبين، أم من الذين تتخبّطهم مسوس الشياطين فيوحون إلى صدر من يشاءون أن يوسوِسوا له أنّه هو المهديّ المنتظَر وأن يقول للنّاس أنّه المهديّ المنتظَر، ولذلك لا ولن يدعي شخصيّة المهديّ المنتظَر إلا من كان يتخبّطه مسُّ شيطانٍ رجيمٍ إلا المهديّ المنتظَر الحقّ خليفة الله في الارض.
أفلا تعلمون يا معشر المسلمين ما هي الحكمة الخبيثة لدى الشياطين من أن يوسوِسوا في كلِّ عصرٍ لشخصٍ ليزعم أنّه المهديّ المنتظَر؟ وذلك حتى إذا ابتعث الله المهديّ المنتظَر الحقّ من عنده فمن ثمّ تعرضوا عنه فتظنّوه كمثل الذين يدّعون شخصيّة المهديّ المنتظَر في كلّ عصرٍ، وتعرضون عن خليفة الله ثمّ يعذّبكم الله عذاباً نكراً لكونكم أعرضتم عن المهديّ المنتظَر الحقّ الذي يدعوكم إلى اتّباع الذكر والاحتكام إلى كتاب الله فيما كنتم فيه تختلفون، فإذا أنتم معرضون ونجح الشياطين بهذا المكر في صدّكم عن التصديق بالمهديّ المنتظَر الذي يدعوكم للحوار من قبل الظهور، ومن بعد التصديق أظهر لكم عند البيت العتيق لكون الظهور عند البيت العتيق هو للبيعة وليس للحوار لكون الحوار يأتي في عصر الظهور، ومن ثم وبعد التصديق يظهر لكم المهديّ المنتظَر عند البيت العتيق إن كنتم تعقلون؟ فتدبّروا البرهان الحقّ من محكم القرآن وجادلوا الإمام المهدي بعلمٍ واقرعوا الحجّة بالحجّة إن كنتم صادقين؟
ولكنّي الإمام المهدي الذي يعلن لكم نتيجة الحوار من قبل بدء الحوار لأنّكم سوف تجدون أنّ الإمام ناصر محمد اليماني هو حقاً المهيمن عليكم بسلطان العلم من محكم القرآن. وهل تعلمون لماذا ناصر محمد اليماني يعلن لكم بنتيجة الحوار من قبل الحوار؟ فليس لأنّي أعلم الغيب وإنّما لأنّي أعلم إنّي لم أفترِ على الله شخصيّة المهديّ المنتظَر وأنَّ الله ربّي وربّكم هو الذي اصطفاني عليكم وزادني عليكم بسطةً في العلم والجسم فلا يكون جسمي من بعد موتي جيفةً قذرةً ولا عظاماً نخرة.
وكثيرٌ من أئمتكم لو تنبشون قبورهم لوجدتموهم جيفةً قذرةً وعظاماً نخرةً لكون الله لم يزِدْهم كذلك بسطةً في الجسم عليكم من بعد موتهم وإنّما جعل الله ذلك آيةً كذلك للتصديق من بعد موتهم حتى تتمسّكوا بما علّموكم من الحقّ في كتاب الله، أم تظنّون أنّ بسطة الجسم الزائدة على أجسامكم أنّه كبير البطن وعريض المنكبين؟ بل مثل أجساد الأئمة المصطفين كمثل أجساد الأنبياء لن تجدوا أنّ أجسادهم تورّمت من بعد موتهم فصارت جيفةً قذرةً، ولم تكن عظامهم يوماً ما عظاماً نخرة كمثل جسد نبيّ الله سليمان ما دلّهم على موته شيء لكونه لم يتغيّر شيء في جسده لزمنٍ طويلٍ من بعد موته، وقال الله تعالى: 

{فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَىٰ مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنسَأَتَهُ ۖ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَن لَّوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ 
مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ﴿١٤﴾} صدق الله العظيم [سبأ].
ويا أمّة الإسلام، فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى:  

{وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام]؟
 وهي ذات حجّة الإمام المهدي إن كنتم تعقلون؟ ولسوف أفتيكم بالحقّ عن الحجّة التي آتاها الله إبراهيم وجميع النّبيّين من قبله ومن بعده، إنّها حجّة العقل والمنطق إن كنتم تعقلون؟ ألا وإنّ رسول الله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أقام على قومه حجّة العقل والمنطق حتى شهدت عقولُ قومِ إبراهيم مع نبيّ الله إبراهيم وحكموا بين قوم إبراهيم ونبيّ الله إبراهيم بالحكم الحقّ، 
وقالت عقول قوم إبراهيم لأنفسهم: 
إنّكم أنتم الظالمون، وذلك لأنّ الأبصار لا تعمى عن الحقّ للذين يتفكّرون بها، ولكنّ رسول الله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - أجبر قومه على استخدام العقل ليتفكّروا فيبصروا الحقّ بالعقل والمنطق الفكريّ، ولذلك قرّر أن يكسر أصنامهم في معبدهم إلا كبيراً لهم لعلهم إليه يرجعون إن كانوا صادقين! ولذلك قال لله تعالى:  
{فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَّهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ ﴿٥٨﴾ قَالُوا مَن فَعَلَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٥٩﴾ قَالُوا سَمِعْنَا فَتًى يَذْكُرُهُمْ يُقَالُ لَهُ إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٠﴾ قَالُوا فَأْتُوا بِهِ عَلَىٰ أَعْيُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴿٦١﴾ قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٦٤﴾} 
صدق الله العظيم [الأنبياء].
وهنا أقام إبراهيم على قومه حجّة العقل والمنطق، تصديقاً لقول الله تعالى:  

{قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَـٰذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ﴿٦٢﴾ قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَـٰذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ ﴿٦٣﴾ فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم.
فهل تعلمون البيان الحقّ لقول الله تعالى:{فَرَجَعُوا إِلَىٰ أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ}؟ صدق الله العظيم،

 أي رجعوا إلى أنفسهم فكلٌّ منهم يتفكّر ليأتي بالردّ المنطقي على نبيّ الله إبراهيم، ومن ثمّ جاء الردّ من العقل لكل منهم إلى صدره {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ} صدق الله العظيم، ثمّ حاولوا مرةً أخرى للمزيد من التفكير {ثُمَّ نُكِسُوا عَلَى رُءُوسِهِمْ} [الأنبياء:65]؛
 للمزيد من التفكير حتى ينطقوا بالردّ المنطقي إلى نبيّ الله إبراهيم الذي يحاجّهم بالعقل والمنطق ولكنّ عقولهم كرّرت نفس نتيجة التفكير فقالوا: {فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ}، ولكن كلاً منهم كتم ذلك في نفسه ولم يبدوه لبعضهم البعض، ولم يبدوه لنبيّ الله إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - وبعد أن أطرقت رؤوسهم ناظرة في الأرض للتفكير، ومن ثمّ رفعوا رؤوسهم ناظرين إلى رسول الله إبراهيم نظرة العاجزين عن الردّ المنطقي فقالوا: 
 {لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَـٰؤُلَاءِ يَنطِقُونَ ﴿٦٥﴾ قَالَ أَفَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ مَا لَا يَنفَعُكُمْ شَيْئًا وَلَا يَضُرُّكُمْ ﴿٦٦﴾ أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٦٧﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وبرغم أنّهم كادوا أن يهتدوا، ولكنْ أغضبهم قول رسول الله إبراهيم بالحقّ: 

{أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ ۖ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} صدق الله العظيم.
ومن ثمّ أخذتهم العزّة بالإثم وقالوا:  

{قَالُوا حَرِّ‌قُوهُ وَانصُرُ‌وا آلِهَتَكُمْ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ ﴿٦٨﴾ قُلْنَا يَا نَارُ‌ كُونِي بَرْ‌دًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَ‌اهِيمَ ﴿٦٩﴾ وَأَرَ‌ادُوا بِهِ كَيْدًا فَجَعَلْنَاهُمُ الْأَخْسَرِ‌ينَ ﴿٧٠﴾ وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْ‌ضِ الَّتِي بَارَ‌كْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ ﴿٧١﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
وقال الله تعالى:

 {وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ ﴿٨٣﴾} صدق الله العظيم [الأنعام].
وكذلك حجّة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني هي ذات حجّة رسول الله إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وكافة حجج الأنبياء والمرسَلين على أقوامهم إذ تجدونهم يحاجّونهم بالعقل والمنطق.ولذلك فأنا الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله الحقّ أقسم بربّ العالمين ربّ السماوات والأرض وما بينهما وربّ العرش العظيم لئن أجبتم دعوة الرجوع إلى العقل والمنطق فتتفكّرون في دعوة الإمام المهدي ناصر محمد اليماني أنّ عقولكم سوف تقول لكم إنّكم أنتم الظالمون، فكيف تريدون المهديّ المنتظَر يأتي متّبعاً لأهوائكم أو مُنحازاً لأحد طوائفكم؟ فلا ينبغي له كون الله سيبعثه ليوحّد به الأمّة فيجمع به شمل المسلمين وحتماً يزيده الله بسطةً في العلم عليهم حتى يستطيع أن يحكم بين علماء الأمّة فيما كانوا فيه يختلفون حتى يعيدهم إلى منهاج النّبوّة الأولى أشداء على الكفار من الذين يعادونهم في دينهم رحماء بينهم من بعد العداوة والبغضاء، فيؤلّف الله بين قلوبهم فيتحابّون في الله ثمّ يصبحوا بنعمة الله إخواناً متحابّين سنّة وشيعة وجميع المسلمين لكون الإمام المهدي لم يأتِ متحيّزاً إلى الشيعة فيدعو البشر إلى التشيّع والاعتصام بأحاديث وروايات آل البيت في كتاب بحار الأنوار وغيره من كتب الشيعة بغض النظر هل توافق كتاب الله القرآن العظيم أو تخالفه في شيء بحجّة أنّه لا يعلمُ بتأويله إلا الله، وأعوذُ بالله أن أكون من الشيعة الاثني عشر.
وكذلك لم يدعُ المسلمين إلى الاعتصام بالسنّة فيدعو المسلمين والنّاس أجمعين أن يكونوا سُنّيّين فيعتصموا بما جاء في كتاب البخاري ومُسلمٍ بغض النظر هل يخالف فيه شيء لمحكم كتاب الله القرآن العظيم بحجّة أنّه لا يعلم بتأويل القرآن إلا الله ورسوله وأنّه قد بيّنه لهم وحسبهم ما جاء في كتاب البخاري ومُسلم! وقضي الأمر، وأنّ عليهم الاعتصام بالسنّة النّبويّة وحسبهم ذلك بغض النظر عمّا جاء في كتاب البخاري ومُسلم مخالفاً لمحكم كتاب الله.
وأعوذُ بالله ان أكون من أهل السنّة والجماعة وأعوذ بالله أن أكون من القرآنيّين الذين يُعرضون عن سنّة محمد رسول الله الحقّ - صلّى الله عليه وآله وسلم - بحجّة أنّها ليست محفوظةً من التحريف والتزييف، وأعوذُ بالله أن أنتمي إلى أيٍّ من فرق المسلمين الذين فرّقوا دينهم شيعاً وأحزاباً وكلّ حزبٍ بما لديهم فرحون.
بل أنا الإمام المهديّ المنتظَر النّاصر لمحمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - وجميع النّبيّين أدعوكم إلى ما دعاكم إليه كافة أنبياء الله ورُسله إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّي القرآن العظيم ولا أقول للعالمين أنا من الشيعة فأدعوا إلى مذاهبهم ولا أقول للعالمين أنا من السُّنّة فأدعوا إلى مذاهبهم؛ بل أدعو العالمين بما فيهم المسلمين والنّصارى واليهود والنّاس أجمعين إلى كلمةٍ سواءٍ بيني وبينهم أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا أفرّق بين أحدٍ من رسله حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين، وأعلن الكُفر المطلق بشفاعة العبيد بين يدي الربّ المعبود وأنذر الذين آمنوا أنّ ليس لهم من دون الله وليٌّ ولا شفيع لعلهم يتّقون، تصديقاً لقول الله تعالى: 

{وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُوا إِلَىٰ رَبِّهِمْ ۙ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿٥١﴾} 
صدق الله العظيم [الأنعام].
وقال الله تعالى:

{اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ مَا لَكُم مِّن دُونِهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ ۚ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ﴿٤﴾} صدق الله العظيم [السجدة].
وقال الله تعالى: 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴿٢٥٤﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
ولكن للأسف إنّ الذين في قلوبهم زيغٌ عن الحقّ في محكم آيات الكتاب المحكمات هُنّ أمّ الكتاب البيّنات لعالِمهم وجاهلهم لسوف يُعرِضون عمّا جاء فيها من نفي الشفاعة ثمّ يتّبعون الآيات المتشابهات في ذكر الشفاعة فظنّوا أنّه أذن له بالشفاعة، سبحان الله وتعالى عمّا يشركون! بل أذن له الرحمن وقال صواباً، فلم يشفع لأحدٍ وما ينبغي له أن يشفع لأحدٍ ذلك العبد المجهول الذي يفوز بالوسيلة.ولم يُفتِكم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - أنّه هو؛ بل يرجو أن يكون هو، وكلُّ عبدٍ من عبيد الله الذين لا يشركون به شيئاً كذلك يرجو أن يكون هو ذلك العبد المجهول الأحبّ والأقرب، فجميع الذين هداهم الله لا يزالون متنافسين إلى ربّهم أيّهم أحبّ وأقرب، تصديقاً لقول الله تعالى: 

{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} 
 صدق الله العظيم [الإسراء:57].
{أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم [الأنعام:90].
ألا والله لن يرضى جميع علماء المسلمين ومفتو ديارهم أن يقتدوا بهداهم ويتنافسوا مع العبيد إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب، وذلك بسبب أنّهم قد أشركوا بالله أنبياءه ورسله وأنّهم من القوم الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:

 {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُم بِاللَّـهِ إِلَّا وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾} صدق الله العظيم [يوسف].
ولربّما يودُّ أحد السادة الأشراف في المنتديات العالميّة أن يقاطعني فيقول: 

 "اتّقِ الله يا ناصر محمد اليماني يا من تصف المسلمين أنّهم قد أشركوا بالله أنبياءه ورُسله، فنحن لسنا كمثل أهل الكتاب عظّمنا أنبياء الله بغير الحقّ، فلم نبالغ في محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - لكوننا نعتقد بالحقّ أنّه ليس إلا عبداً من ضمن عبيد الله المسلمين، تصديقاً لقول الله تعالى: 
{إِنَّمَا أُمِرْ‌تُ أَنْ أَعْبُدَ رَ‌بَّ هَـٰذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّ‌مَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ ۖ وَأُمِرْ‌تُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴿٩١﴾ وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْ‌آنَ ۖ فَمَنِ اهْتَدَىٰ فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ ۖ وَمَن ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِ‌ينَ ﴿٩٢﴾} صدق الله العظيم [النمل]".
ومن ثمّ يردّ عليهم الإمام المهديّ المنتظَر خليفة الله وعبده وأقول: 

 فهل تعتقدون أنّه يحقّ لكم أن تنافسوا محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - إلى الرحمن أيّكم أقرب من محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - إلى الربّ؟ وهنا يستشيط كافة المسلمين وعلماؤهم ومفتو ديارهم وعامّتهم إلا من رحم ربّي؛ بل سيقولون بلسان واحدٍ: "اتّقِ الله يا ناصر محمد اليماني، فهل تريدنا أن ننافس محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - في حبّ الله وقربه؟ بل محمدٌ رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - هو الأولى بربّه أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب، ولذلك تجدنا نسأل له الوسيلة عند كل صلاة".
ومن ثمّ يُلقي إليكم الإمام المهدي بسؤال آخر وأقول: 

 فهل أفتاكم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - أنّ الوسيلة إلى الله للتنافس في حبّه وقربه هي له وللأنبياء من دونكم وحرّم عليكم أن تكونوا من ضمن العبيد المتنافسين إلى الربّ المعبود؟ {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
  صدق الله العظيم [البقرة:111].
ولكنّ أمر الله إليكم هو ذات الأمرِ إلى كافة عبيده في السماوات والأرض من الجنّ والإنس والملائكة بتنافس العبيد كافةً إلى الربّ المعبود أيّهم أقرب، ولذلك جعل الله ذلك العبد الأحبّ والأقرب هو عبداً مجهولاً من بين العبيد، والحكمة من ذلك حتي يتمّ تنافس كافة العبيد في السماوات والأرض إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب إلى الربّ عسى أن يكون هو ذلك العبد المجهول، ولم يحصر الله الوسيلة إليه سُبحانه لأنبيائه من دون الصالحين سبحانه؛ إذاً لمَ خلق الصالحين إن كنتم صادقين؟ إلا من أجل ذات الهدف الذي خلق من أجله أنبياءهم، أفلا تعقلون؟ ولذلك قال الله تعالى:

 {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
وإنّما الوسيلة إلى الربّ هي التنافس بالصالحات في الحياة الدنيا أيّهم أحبّ وأقرب إلى الربّ أولئك الذين هدى الله من عباده، تصديقاً لقول الله تعالى: 

{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
ولكنّ الذين لا يؤمنون بالله إلا وهم مشركون به عبادَه المقربين لن يطمعوا أبداً أن يكونوا من عبيد الله المقرّبين لكونهم حرّموا على أنفسهم أن ينافسوا أنبياء الله ورسله إلى الربّ، أولئك أضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم وأضلّوا عن سواء السبيل برغم أنَّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - لم يجعل له الدرجة العالية الرفيعة إلى ذي العرش، ولم يُفتِكم أنّه هو العبد الأحبّ والأقرب؛ بل أفتاكم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - أنّ عند الله درجة لا تنبغي إلا أن تكون لعبدٍ واحدٍ من عبيد الله، وإنّما يتمنّى كغيره أن يكون هو ذلك العبد المجهول لكون تلك الدرجة هي أقرب درجة إلى ذي العرش العظيم وجعل الله صاحبها عبداً مجهولاً من بين عبيده في السماوات والأرض ولا يحيطون به علماً من يكون، ولذلك تجدون أنّ الذي هدى الله من عباده {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ}، أي أقرب إلى الربّ.
فذلك هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ وقد جعله الله عبداً مجهولاً، والحكمة من ذلك لكي يتمّ التنافس لكافة العبيد من غير تفاضلٍ إلى الربّ المعبود: {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَ‌ىٰ ﴿٤٠﴾}

  صدق الله العظيم [النجم].
ولذلك قال الله تعالى لخاتم الأنبياء والمرسلين أن لا يعتقد بالباطل فيهون بالتنافس إلى الربّ فيزعم أنّه لا بد أن يكون هو ذلك العبد المجهول لكونه خاتم الأنبياء والمرسَلين، هيهات هيهات سبحان الله العظيم فليس لديه مجاملة لأحدٍ من عبيده،

 تصديقاً لقول الله تعالى:  
{وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ ﴿٣٩﴾ وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَ‌ىٰ ﴿٤٠﴾ ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ ﴿٤١﴾ وَأَنَّ إِلَىٰ رَ‌بِّكَ الْمُنتَهَىٰ ﴿٤٢﴾} صدق الله العظيم [النجم].
ولذلك قال الله تعالى لنبيه: 

{وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِن كِتَابِ رَ‌بِّكَ ۖ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَدًا ﴿٢٧﴾ وَاصْبِرْ‌ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَ‌بَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِ‌يدُونَ وَجْهَهُ ۖ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِ‌يدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِ‌نَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُ‌هُ فُرُ‌طًا ﴿٢٨﴾ وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَّ‌بِّكُمْ ۖ فَمَن شَاءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكْفُرْ‌ ۚ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارً‌ا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَ‌ادِقُهَا ۚ وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ ۚ بِئْسَ الشَّرَ‌ابُ وَسَاءَتْ مُرْ‌تَفَقًا ﴿٢٩﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ‌ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا ﴿٣٠﴾} صدق الله العظيم [الكهف].
ألا والله الذي لا إله غيره أنّ محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - وجميع الأنبياء والمرسَلين والمهديّ المنتظَر لن يجرؤوا جميعاً أن يقول أحدهم لأتباعه أنّ التنافس إلى الربّ بالوسيلة إلى الدرجة العالية الأقرب إلى الربّ لا تنبغي إلا أن تكون للأنبياء من دون الصالحين؛ بل أفتى جميع الأنبياء أتباعهم أنّ صاحب الدرجة العالية الرفيعة الأقرب إلى عرش الربّ هو عبدٌ مجهولٌ من بين عبيد الله جميعاً، فمن كان يحبّ الله بالحبّ الأعظم ولم يجعل له أنداداً في الحبّ الأعظم فليتنافس مع العبيد إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب، ونهوهم عن تعظيم أنبيائهم فيحصرون التنافس إلى الربّ لهم من دونهم، فمن فعل ذلك فقد أشرك بالله وظلم نفسه ظلماً عظيماً. ولذلك تجدون كافّة أنبياء الله ورسله وأتباعهم يتنافسون جميعاً إلى الربّ المعبود أيّهم أحبّ وأقرب، تصديقاً لقول الله تعالى:
 {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} 
 صدق الله العظيم [الإسراء:57].
وذلك تنفيذاً لأمر الله إلى جميع المؤمنين به في محكم كتابه أن يبتغوا إلى ربّهم الوسيلة أيّهم أقرب، تصديقاً لقول الله تعالى: 

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [المائدة].
ولكنّ المشركين من المسلمين لا ولن يرضوا ابداً أن ينافسوا أنبياءهم ورسلهم في حبّ الله وقربه، قاتلهم الله أنّى يؤفكون، وسوف أجدهم يعرضون عن كل آيةٍ محكمةٍ في كتاب الله تدعوهم إلى التنافس إلى الربّ أيّهم أحبّ وأقرب، فسوف يذرون آيات الكتاب المحكمات وراء ظهورهم ثمّ يتّبعون ما أُدرج في الحديث الحقّ؛ بل حتى سيذرون الحديث الحقّ؛ بل سوف يتّبعون فقط ما أُدرج فيه بالباطل من قبل المفترين على الله ورسوله حتى يكون اتّباعه من المشركين. ولكنّ الإمام المهدي سوف ينسف الإدراج المُفترى نسفاً فأنطق بالحقّ وأقول:

 قال محمد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم:
 [سلوا الله الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكون هو] صدق عليه الصلاة والسلام.
فقد اقتدى بهدى الذين هداهم الله من قبله من عباده كما أمرهم الله، وقال الله تعالى: {أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم [الأنعام:90].
وأمّا كيفية هداهم إلى ربّهم فتجدون الجواب في محكم الكتاب: 

{يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} صدق الله العظيم [الإسراء:57].
ولذلك تجدون محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - لم يعتقد بالباطل فيبالغ في شأنهم بغير الحقّ فيترك الله حصريّاً لهم من دونه لكون الله أمره أن يقتدي بهدى الذين هداهم الله إليه من قبله من الأنبياء والمرسَلين والصالحين من ذريّاتهم وإخوانهم بل يتمنّى أن يكون هو أحبّ إلى الله منهم وأقرب، لذلك لم تجدوا محمداً رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - جعل التنافس إلى أعلى درجة في حبّ الله وقربه حصرياً لهم من دونه لكون الله أمره أن يقتدي بهداهم بل يعلم كيفية الاقتداء بهم وهو أن يتمنّى مثلهم أن يكون هو العبد الأحبّ والأقرب إلى الربّ فينطلق للتنافس معهم بالصالحات فيسارع بالخيرات طمعاً في حبّ الله وقربه، تصديقاً لقول الله تعالى: 

{وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّ‌يَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُ‌ونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴿٨٤﴾ وَزَكَرِ‌يَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ ﴿٨٥﴾ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} صدق الله العظيم [الأنعام].
وقال الله تعالى:
 {يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا} 
صدق الله العظيم [الإسراء:57].
ولكنّ الذين قال الله تعالى عنهم: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلا وَهُمْ مُشْرِكُونَ}

  صدق الله العظيم[يوسف:106].
لا ولن يقتدوا بهدي محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - الذين اقتدوا بهدي الذين هداهم الله من قبله من الأنبياء وليست طريقة الهداية الحقّ للأنبياء فقط من دون الصالحين؛ بل قال الله تعالى: 
{وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ﴿٨٦﴾ وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّ‌يَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ ۖ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَىٰ صِرَ‌اطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٨٧﴾ ذَٰلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَلَوْ أَشْرَ‌كُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿٨٨﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ۚ فَإِن يَكْفُرْ‌ بِهَا هَـٰؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِ‌ينَ ﴿٨٩﴾ أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ}
  صدق الله العظيم [الأنعام: من الآية 86 إلى 90].
ألا والله الذي لا إله غيره لا ولن يتّبع الإمام المهدي إلا من أراد أن يعبد الله وحده لا شريك له لا يشرك بربّه أحداً ويريدُ أن يأتي إلى ربّه بقلبٍ سليم من الشرك فليتّبع دعوة الإمام المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي يدعو البشر إلى عبادة الله وحده لا شريك له ودعوة الإمام المهدي هي ذات دعوة الأنبياء والمرسَلين،

 تصديقاً لقول الله تعالى:  
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴿٢٥﴾} صدق الله العظيم [الأنبياء].
ويحذّر الله أنبياءه من الشرك بالمبالغة في الذين هدى الله من قبلهم، وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴿٦٥﴾} صدق الله العظيم [الزمر]. 
فأجيبوا داعي الله يا آل البيت الهاشمي القرشي إن كنتم من أولياء الله الذين لا يشركون به شيئاً.
ويا أيّها المشرفون على المواقع العالميّة لا يجوز لكم أن تحذفوا بيانات الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ الإمام ناصر محمد اليماني لكونه يحاجّكم من كتاب الله فيبيّنه لكم بالحقّ، فلا ينبغي لكم أن تكتموها عن العالمين، وتذكروا قول الله تعالى: 
{إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَـٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّـهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ﴿١٥٩﴾ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَـٰئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ ۚ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٠﴾ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّـهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١٦١﴾ خَالِدِينَ فِيهَا ۖ لَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ ﴿١٦٢﴾ وَإِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَـٰنُ الرَّحِيمُ ﴿١٦٣﴾} صدق الله العظيم [البقرة].
فلا تكونوا يا معشر المُسلمين من الذين قال الله عنهم في محكم كتابه:
{وَإِذَا قَرَ‌أْتَ الْقُرْ‌آنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَ‌ةِ حِجَابًا مَّسْتُورً‌ا ﴿٤٥﴾ وَجَعَلْنَا عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرً‌ا ۚ وَإِذَا ذَكَرْ‌تَ رَ‌بَّكَ فِي الْقُرْ‌آنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَىٰ أَدْبَارِ‌هِمْ نُفُورً‌ا ﴿٤٦﴾} 
صدق الله العظيم [الإسراء].
فلِمَ تحذفون بيانات المهديّ المنتظَر للقرآن ذي الذكر؟ فما هي جريمته التي لا تغتفر في نظركم؟ إلا لأنّه يدعوكم إلى عبادة الله وحده لا شريك له على بصيرةٍ من ربّه القرآن العظيم؟ فمنكم من يقول اذهب إلى طبيب نفسي، وآخر يقول بل ناصر محمد اليماني مسكين أضلّته الأحاديث والروايات عن الإمام المهدي ولم ينزل الله بالإمام المهدي من سلطان. 
 ثمّ يردّ عليه الإمام المهدي ناصر محمد اليماني وأقول:
  اتّقِ الله أيّها الباحث العلمي، وأقسم بربّ العالمين لئن أجبت الدعوة للحوار حصرياً من القرآن العظيم فسوف أثبت لك بالبُرهان المبين من محكم الكتاب حقيقة بعث الإمام المهدي الذي تجهلون قدره ولا تحيطون بسره.
وأمّا بالنسبة للذين يصفونني بالجنون ومن ثمّ أقول:
  وهل قط رأيتم مجنوناً يلجم أولي الألباب؟ فإن كان ناصر محمد اليماني مجنوناً قد ذهب عقله كما تزعمون فلن أستطيع أن ألجمكم بالحقّ من ربّكم، ولكنّي الإمام المهدي أقسم بالله العظيم لو اجتمع كافة عُلماء آل البيت الهاشمي القرشي في العالمين وجميع علماء المسلمين والنّصارى واليهود في طاولة الحوار العالميّة للمهديّ المنتظَر أنّهم لا يستطيعون أن يهيمنوا على الإمام المهدي ناصر محمد اليماني حتى في مسألةٍ واحدةٍ لئن أجابوا دعوة الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم، والكذب حباله قصيرة.
ولسوف نرى هل تحدّي الإمام المهدي تحدّياً بالغرور بغير الحقّ أم لأنّه يعلمُ أنّه الإمام المهديّ المنتظَر الحقّ المصطفى من ربّ العالمين؟ فإن وجدتم يا معشر الأنصار جميعاً أنّه جاء عالِمٌ ونطق بسلطان العلم في مسألةٍ في الحوار هو أهدى من سلطان الإمام ناصر محمد اليماني سبيلاً وأصدقُ قيلاً فعلى جميع الأنصار من كافة الدول العربية والأجنبيّة التراجع عن اتّباع الإمام ناصر محمد اليماني لو وجدوا أنّ العلماء هيمنوا عليه ولو في مسألةٍ واحدةٍ بعلمٍ أهدى من علم الإمام المهدي سبيلاً وأصدقُ قيلاً. هيهات هيهات يا قوم ومن أصدقُ من الله قيلاً! ولكنّ الإمام ناصر محمد اليماني يحاجّكم بكلام الله وما أدراكم ما كلام الله! إنّه آياتٌ محكماتٌ بيّناتٌ هُنّ أمّ الكتاب لا يزيغ عمّا جاء فيهنّ من الحقّ إلا من كان في قلبه زيغٌ عن الحقّ وغوى وهوى وكأنّما خرَّ من السماء فتخطّفه الطير أو تهوي به الريح إلى مكان سحيقٍ في نار جهنم لكونه لم يعتصم بحبل الله القرآن العظيم، ومن ابتغى الهدى في غيره فاتّبع ما يخالف لمحكم القرآن سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السنّة النبويّة فقد هوى وغوى وأضلّ نفسه وأضلّ أمّته وأضلّ عن سواء السبيل لكون التوراة والإنجيل وأحاديث البيان في السُّنّة النبويّة لم يعدكم الله بحفظهم من التحريف. أفلا تتّقون؟
وبرغم أنّ الإمام المهدي لا يكفر بالتوراة ولا بالإنجيل ولا بأحاديث البيان في السُّنّة النبويّة بل أُعلن الكفر بما جاء فيهم مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن فإنّي أشهدُ الله وملائكة الله وجميع الصالحين من عباد الله وكفى بالله شهيداً إنّي لمن أشدّ النّاس كفراً لما خالف لمحكم كتاب الله القرآن العظيم حتى لو اجتمع على روايته علماء الجنّ والإنس لسحقتُ علمهم المُفترى بنعل قدميّ ولا أبالي لكوني أعلمُ عِلْمَ اليقين أنّ ما جاء مخالفاً لمحكم كتاب الله القرآن العظيم فإنّ ذلك جاءكم من عند غير الله أي من عند الشيطان الرجيم عن طريق أوليائه الذين يظهرون الإيمان ويبطنون الكفر والمكر ليصدّوا البشر عن اتّباع الذكر للعالمين، فكيف لا أسحق حديث الشيطان المخالف للقرآن بنعل قدمي ولا أبالي أفلا تتّقون؟
ويا أمّة الإسلام، 
 أوشكنا بعد عدّة أيامٍ أن ندخل في أوّل السنّة السابعة لدعوة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني للمسلمين والنّصارى واليهود والنّاس أجمعين إلى اتّباع كتاب الله القرآن العظيم والاحتكام إليه فيما كنتم فيه تختلفون، وها نحن في آخر شهر ذي الحجّة لعام 1431 للهجرة وأوشكنا الدخول في شهر محرّم لتبدأ السنّة السابعة لدعوة المهديّ المنتظَر ناصر محمد اليماني الذي يدعو علماء المسلمين والنّصارى واليهود إلى الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم فإذا أوّل من كفر وأنكر دعوة المهديّ المنتظَر إلى اتّباع الذكر هم علماء المسلمين ممّن أظهرهم على دعوة المهديّ المنتظَر في عصر الحوار من قبل الظهور إلا من رحم ربي.
فلا نُنكر على العلماء الذين اتّبعوا سراً، وأمّا آخرون فيقول لهم المهديّ المنتظَر ما قاله لهم محمد رسول الله - صلّى الله عليه وآله وسلم - لأوّلهم: أكتابٌ مع كتاب الله تُريدون؟ يوشك الله أن يغضب لكتابه! فمن يجِركم من عذابٍ أليم يا معشر المعرضين عن الاحتكام إلى كتاب الله القرآن العظيم واتّباعه؟ ولن يتّبع الذِّكر إلا من يخشى الله ربّه فلن يعرض عن كتابه، تصديقاً لقول الله تعالى:{إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ ۖ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ﴿١١﴾} صدق الله العظيم [يس].
وسلامٌ على المرسَلين، والحمد لله ربِّ العالمين ..خليفة الله وعبده الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ✿ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑