الجمعة، 12 أغسطس 2011

مامعنى قوله تعالى:{ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ }؟

الإمام ناصر محمد اليماني
12 - 09 - 1432 هـ
12 - 08 - 2011 مـ
8:17 صباحاً
๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ✿ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑
 
مامعنى قوله تعالى:{ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ }؟
ويا أحبّتي في الله الذين يتجادلون في بيان قول الله تعالى: {فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} صدق الله العظيم [الحج:52]،
لقد سبقت فتوانا بالحقّ في محكم الكتاب: إنَّ البيان الحقّ للنسخ ليس المحو على الإطلاق؛ بل النسخ هو نسخ شيء من شيء صورةٌ طِبق الأصل، ونأتي للمقصود بالنسخ في قول الله تعالى:{فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} أي يأمر الله ملائكته بكتابة ما وسوست به النفس بالضبط من غير ظلمٍ كون الله سوف يحاسبكم بذلك،تصديقاً لقول الله تعالى: 
 {وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّـهُ}صدق الله العظيم [البقرة:284].
غير أنّ رقيب وعتيد لا يعلمون بما توسوس به نفس الإنسان؛ بل يتلقّونه بوحيٍ ممّن يعلم خائنة الأعين 
وما تُخفي الصدور؛ ممّن هو أقرب للإنسان بعلمه من حبل الوريد، تصديقاً لقول الله تعالى:
 {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَ‌بُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِ‌يدِ ﴿١٦﴾ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ
 وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧﴾} صدق الله العظيم [ق].
أي يَتَلَقيان الوحيّ من الله بما وسوست به نفس الإنسان فلا بدّ أن يكتبا ما وسوست به نفس الإنسان سواءً سوف يغفر له 
ذلك أو يحاسبه به فلا بدّ من أن يوحي الله إلى ملائكته رقيب أو عتيد ليقوما بكتابة ما علم الله به من وسوسةٍ في نفس عبده،تصديقاً لقول الله تعالى:{وَإِن تُبْدُوا مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللَّـهُ}صدق الله العظيم [البقرة:284].
ويضاف ذلك إلى كتاب أعماله حتى يكون حجّةً على الإنسان؛ أو ليعلم التائبون كم غفر الله لهم من ذنوبهم، وحتى الوسوسة التي تحدث في أنفس الأنبياء يوحي الله لملائكته بنسخةٍ منها طبقاً للطائف الذي في نفسه ليقوموا بكتابته بالضبط في كتاب عمله ومن ثمّ يحكم الله له آياته، وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} صدق الله العظيم [الحج:52].
أي ينسخ ما في نفسه إلى ملائكته ليقوموا بكتابته طبق للأصل لما في نفسه كونهم لا يعلمون إلا ما لفظ به لسان 
الإنسان من خيرٍ أو شرٍ، ولذلك قال الله تعالى:
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ ۖ وَنَحْنُ أَقْرَ‌بُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِ‌يدِ ﴿١٦﴾ إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴿١٧﴾ مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَ‌قِيبٌ عَتِيدٌ ﴿١٨﴾ وَجَاءَتْ سَكْرَ‌ةُ الْمَوْتِ بالحقّ ۖ ذَٰلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ ﴿١٩﴾ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ‌ ۚ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ ﴿٢٠﴾ وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ ﴿٢١﴾ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُ‌كَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ ﴿٢٢﴾ وَقَالَ قَرِ‌ينُهُ هَـٰذَا مَا لَدَيَّ عَتِيدٌ ﴿٢٣﴾ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ‌ عَنِيدٍ ﴿٢٤﴾ مَّنَّاعٍ لِّلْخَيْرِ‌ مُعْتَدٍ مُّرِ‌يبٍ ﴿٢٥﴾ الَّذِي جَعَلَ مَعَ اللَّـهِ إِلَـٰهًا آخَرَ‌ فَأَلْقِيَاهُ فِي الْعَذَابِ الشَّدِيدِ ﴿٢٦﴾ قَالَ قَرِ‌ينُهُ رَ‌بَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ وَلَـٰكِن كَانَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ ﴿٢٧﴾ قَالَ لَا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ ﴿٢٨﴾ مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ﴿٢٩﴾ يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ ﴿٣٠﴾ وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ‌ بَعِيدٍ ﴿٣١﴾ هَـٰذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ ﴿٣٢﴾ مَّنْ خَشِيَ الرَّ‌حْمَـٰنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ ﴿٣٣﴾ ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ ﴿٣٤﴾ لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ ﴿٣٥﴾} صدق الله العظيم [ق].
وإذا تدبّرتم هذه الآيات تجدوا أنّ الله يوحي إلى ملائكته الكَتَبَة بما وسوست به نفس الإنسان.
 والسؤال الذي يطرح نفسه: 
أليس ما سوف يوحيه الله إلى ملائكته مؤكد سوف يكون هو ذات الوسوسة التي في نفس عبده من غير زيادة ولا نقصان أي نسخة طبق الأصل؟ وذلك هو البيان الحقّ لقول الله تعالى: {فَيَنسَخُ اللَّـهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ} صدق الله العظيم [الحج:52].
أفلا تعلمون أنّه بسبب عدم فهم المفسّرين لهذه الآية جعلوا النسخ هو المحو فأضلّوا أنفسهم وأضلّوا أمّتهم؟ولا يزال لدينا من البرهان المبين عن بيان النسخ أنّه صورة لشيءٍ طِبق الأصل في جميع مواضع كلمات النسخ في الكتاب وإنّا لصادقون.
فنِعم الرجل يا أبا محمد الكعبي أبا ناصر، ونعم الناصر سبحان الله وبحمده؛ أفتاكم فتوى مختصرة 
عن المقصود من قول الله تعالى:{فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ}، 
 وأما (عبد النعيم) فأخطأ في بيانه للنّسخ في هذه الآية ولكنّ الإمام المهدي ليثني على حبيبه عبد النعيم وعلى أحبّتي الأنصار، وهذا درسٌ لك حبيبي في الله (عبد النعيم) من ربّك حتى لا تفتي في شيء إلا بسلطانٍ من ربّك واضحٍ وبيِّنٍ لا شك ولا ريب. وأتحدى أن يفتي أيُّ إنسانٍ في الدين من غير سلطانٍ من الله إلا ويخطئ في البيان الحقّ، وإلى الله ترجع الأمور يعلمُ خائنة الأعين وما تُخفي الصدور وإليه النشور.وسلام ٌعلى المرسَلين، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين .. 
أخوكم؛ الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني .
๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ✿ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑
الاقتباس من بيان الإمام المهدي ناصرمحمد اليماني
مزيدٌ من البيان عن النّسخ في القرآن وعن قرّة الأعين ..