الجمعة، 4 يوليو 2008

ماالبيان الحق لقوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٤٢﴾} ..

[ لمتابعة رابط المشاركة الأصلية للبيان ]
الإمام ناصر محمد اليماني
29 - 06 - 1429 هـ
04 - 07 - 2008 مـ
12:47 صباحاً
  ๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ✿ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑
 
 ماالبيان الحق لقوله تعالى:
{يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ ﴿٤٢﴾} ..
بسم الله الرحمن الرحيم، وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين، وبعد..
يا حسين، إنّ هذه الآية من الآيات المتشابهات في القرآن العظيم وظاهرهن غير باطنهن وليست من المحكمات التي ظاهرها كباطنها، فأمّا الذي في قلبه زيغٌ عن المحكم فسوف يتبع ظاهر هذه الآية المتشابهة فيظنّ بأنه يُكشف عن ساق الله سبحانه وتعالى علواً كبيراً، ولكن البيان الحقّ لهذه الآية هو أنه يقصد بأنّ الحقّ يتبيّن لهم فينكشف عن ساقه كاملاً فيعلمون أنهم كانوا على ضلالٍ مبينٍ، ولا يستطيعون السجود لربّهم نظراً لأنه لن يتقبل منهم بعد انتهاء العمر الدنيويّ؛ عمر الاختبار والامتحان،
  وفي ذلك اليوم أدركوا كم كانوا ظالمين لأنفسهم بعدم السجود لربّهم، وذلك لأنه لن يتقبل منهم وتمنوا لو يُرجِعهم إلى الدنيا فيعملون غير الذي كانوا يعملون، وفي ذلك اليوم يتبيّن لهم التأويل الحقّ للقرآن العظيم على الواقع الحقيقيّ 
فيرون أنه الحقّ ويقولون:
 "لقد جاءت رُسل ربّنا بالحقّ"، فانكشفت لهم الحقيقة أمام أعينهم وقد كانوا عنها عمين، وكما يقال وكشفت الحقيقة لهم عن ساقها، فلا يستطيعون السجود للحقّ بالسمع والطاعة وهم في العذاب خالدون، وقد كانوا يُدعون للسجود والسمع والطاعة 
وهم سالمون في الحياة الدنيا، وقالوا:"أنسجد لما أمرْتَنا ونذر آلهتنا وآلهة آبائِنا وأجدادنا وجعلت الآلهة إلهاً واحداً؟إن هذا لشيءٌ عجاب!". وكذَّبوا بالحقّ في الكتاب وأسرّوا الندامة وتقطّعت بهم الأسباب.
وإياك يا حسين من الآيات المُتشابهات التي لا يعلم بتأويلهن إلا الله ويُعلِّم بما يشاء منهنّ لمن يشاء من الراسخين في العلم، واستمسِكْ بالآيات المحكمات الواضحات البيّنات هنَّ أمّ الكتاب للدين الإسلاميّ الحنيف. وقال الله تعالى:
 {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ ۖ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ۗ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّـهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ 
إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴿٧﴾}  صدق الله العظيم [آل عمران].
فهل اتضح لك بيان هذه الآية المتشابهة؟ فلا حرج عليك فسوف نزيدك بكثيرٍ من البراهين لإثبات هذا التأويل
 المختصر نظراً لضيق الوقت وأدركتنا صلاة الفجر.
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..أخوك الإمام ناصر محمد اليماني...
๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ✿ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑