الأحد، 22 مايو 2016

سأل سائلٌ: ماتأويل قوله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ } وهل للقرآن الكريم اسم غير ذلك؟

[لمتابعة رابط المشاركـــــــــــــة الأصليّة ]
๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑
 سأل سائلٌ : ماتأويل قوله تعالى:
{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ }
وهل للقرآن الكريم اسم غيرذلك؟
وأجاب الذى عنده علم الكتاب فقال:
وأما سؤالك الذي تسأل فيه عن بيان ما يلي:
{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (3) وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)}
صدق الله العظيم [الزخرف:3].
فهذه الآية من الآيات المحكمات يتكلم الله فيها عن القُرآن العظيم أنه يوجدُ في أصل الكتاب في اللوح المحفوظ،
وذلك هو المقصود من قول الله تعالى: {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ} ويقصد أنه في كتاب الله الأصل الذي كتب الله فيه ما كان وما سيكون إلى يوم الدين ومن ضمن الأحداث الغيبية القرآن العظيم، كتبه الله في اللوح المحفوظ تصديقاً لقول الله تعالى:
{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ ﴿٢١﴾فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ﴿٢٢﴾}
صدق الله العظيم [البروج].
ويُسمى ذلك الكتاب بالكتاب المكنون وهو الأصل لكافة الكُتب السماوية ويتم نسخها منه. تصديقاً لقول الله تعالى:
{فَلَاأُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78)}
صدق الله العظيم [الواقعة].
والكتاب المكنون هو ذات اللوح المحفوظ. 
تصديقاً لقول الله تعالى:{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ ﴿٢١﴾فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ﴿٢٢﴾}
صدق الله العظيم،
ومكان ذلك الكتاب في مكان عليّ عند ربّ العالمين.تصديقاً لقول الله تعالى: 
{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4)}
صدق الله العظيم،
وأما وصف الكتاب بالحكيم فتجدُ الجواب في مُحكم الكتاب أنهُ من أوصاف القُرآن، وقال الله تعالى:
{يس (1) وَالْقُرْآَنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4)}
 صدق الله العظيم [يس].
فذلك مما وصف الله به كتابه الحكيم، وكذلك وصفه بالعظمة.وقال الله تعالى: 
{وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ}
صدق الله العظيم [الحجر:87].
وكذلك وصفه الله بالعزة، وقال الله تعالى:
{وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ(42)} 
صدق الله العظيم [فصلت:41].
وكذلك وصفه الله بالنور كونه نور تحيا به القلوب المُبصرة ،ولذلك قال الله تعالى:
{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ(156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(157) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ(158)}
صدق الله العظيم [الأعراف:156].
وإنما يخرجهم به من الظُلمات إلى النور بآيات الكتاب البيِّنات
تصديقاً لقول الله تعالى:
{هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ}
 صدق الله العظيم [الحديد:9].
وكذلك يسميه الله سُبحانه بالفُرقان كونكم إذا احتكمتم إلى محكم القرآن تستطيعون أن تُفرقوا بين الحقّ والباطل.

تصديقاً لقول الله تعالى:
{تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا}
صدق الله العظيم.
وكذلك يصف الله القُرآن العظيم أنهُ حبل الله وأمركم أن تعتصموا بحبل الله ولا تتفرقوا، وإنما الإعتصام هو أن تتبعوه وتكفروا بما خالف لمحكمه سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السُّنة النّبويّة، فذروا ما يخالف القرآن وراء ظهوركم واعتصموا بحبل الله القُرآن العظيم البُرهان للحقّ من ربّ العالمين المحفوظ من التحريف إلى يوم الدين ليكون حُجة الله على الناس يوم الدين لكونه رسالة الله الشاملة للإنس والجنّ، وجعله الله حبله الممدود من السماء إلى الأرض من اعتصم به هُدي حين يجد ما يخالفه فقد هُدي إلى صراط مُستقيم لكونه البُرهان للحق من ربّ العالمين. وقال الله تعالى:
{يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا(174)فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا(175)}
صدق الله العظيم [النساء:174].
  فانظروا لقول الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا(174) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا(175)}
 صدق الله العظيم،
  وذلك هو حبل الله الذي أمركم الله أن تعتصموا به حين تجدون ما يخالفه سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل 

أو في السّنة النّبويّة، فلا تتفرقوا فذروا ما خالف لمحكم كتاب الله وراء ظهوركم واعتصموا بحبل الله القُرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين.تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} 
صدق الله العظيم[آل عمران:103]،
وقد علمتم بالمقصود من حبل الله الذي أمركم بالإعتصام به أنه القُرآن العظيم الذي أمركم الله أن تعتصموا به 

وتكفروا بما خالف لمحكمه كونه هو البُرهان الحق فيما كنتم فيه تختلفون . تصديقاً لقول الله تعالى:
{وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا(174)فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا(175)}
 صدق الله العظيم [النساء].
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله رب العالمين..
خليفة الله الإمام المهدي ناصر محمد اليماني.

๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑