الأحد، 18 أكتوبر 2009

ما المقصود بكلمة الاخرة في قوله تعالى:{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}؟

الإمام ناصر محمد اليماني
29 - 10 - 1430هـ
18 - 10 - 2009 مـ
2:22 صباحاً 
๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑

 ما المقصود بكلمة الاخرة في قوله تعالى: 
 {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}؟
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو محمد الكعبي
بسم الله الرحمن الرحیم والحمدلله رب العالمین وسلام علی المرسلین
والسلام علی اخرخلفاء الله علی الارض المهدی المنتظر الامام ناصر محمد الیمانی
سیدی الإمام إن مسألة بعث الأموات هی من المسائل التی لا تزال تحتاج إلی البیان من الخبیر ببیان القرآن
 وكلمة "الآخرة" قد جاءت فی الكثیر من آیات القرآن ولكننا لم نكن نعلم أن المقصود منها هو دنیا باطن الأرض،
والسؤال المطروح هو:هل توجد آیات أخری فی القرآن الكریم جاءت كلمة "الآخرة" فیها بمعنی دنیا باطن الأرض؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والجواب: اِعلم أخي الكريم أنّه لا اختلاف في الحياة الدنيا والحياة الآخرة بين جميع علماء الأمّة لأنّها أكثر ما ذكرت 
في الكتاب، ولكن يوجد هناك حياةٌ من الحياة الدنيا باطن الأرض ولا تحيطون بها علماً وإنّما تعلمون بجزء من الحياة الدنيا.
 تصديقاً لقول الله تعالى:{يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}صدق الله العظيم [الروم:7].
فلماذا قال الله تعالى: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا} فلماذا قال (مِنَ)؟ 
وذلك لأنه توجد أرض بها حياةٌ أخرى ولا يقصد هنا الحياة والممات، كلا، بل يقصد حياة المعيشة، وأما الحياة والممات فأمّا المؤمنون فليس لهم إلا موتةٌ واحدةٌ، وأما الكفار فحياتان وموتتان، ولا نخرج عن الموضوع فنحن الآن نتكلم عن حياةٍ معيشيّةٍ وليس عن الموت والحياة، والله يتكلم في هذا الموضع عن الحياة المعيشيّة في قول الله تعالى:
 {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ}صدق الله العظيم [الروم:7].
وذلك لأنّه توجد هناك الحياة الدنيا الآخرة باطن أرضكم فيها ملكٌ وملكوتٌ وعالَمٌ أكثر بكثير ممّا في ظاهرالحياة الدنيا الظاهرة، وتوجد هذه الحياة الدنيا الباطنة باطن أرضكم. تصديقاً لقول الله تعالى:
{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}صدق الله العظيم [طه:6].
والله سبحانه يتكلم عن عوالم فعلّمكم بحياتين في هذه الأرض بقول الله تعالى:
 {وَمَافِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى}، وأمّا عوالِم السموات فهم جميعاً ملائكة لا يحصي عددهم إلا الله سبحانه ويملأون السموات السبع وأقربهم إلينا الملأ الأعلى بالنسبة لنا، ولكنّها السماء الدنيا أسفل السماوات السبع والطابق الأول من السماوات. تصديقاً لقول الله تعالى: 
 {إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ ﴿٦﴾ وَحِفْظًا مِّن كُلِّ شَيْطَانٍ مَّارِدٍ ﴿٧﴾ لَّا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَىٰ وَيُقْذَفُونَ مِن كُلِّ جَانِبٍ ﴿٨﴾ دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ ﴿٩﴾ إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ ﴿١٠﴾} 
صدق الله العظيم [الصافات]، 
وكذلك السّتّ الأخرى مليئةٌ بعوالِم الملائكة.
ثمّ نأتي للأرض فأجد الكوكب الأمّ توجد فيه حياتان، حياةٌ ظاهرها وحياةٌ باطنها، ولذلك قال الله تعالى:
 {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} صدق الله العظيم [الروم:7]، 
بمعنى أنّها لا تزال حياةُ دنيا أخرى لا يحيطون بها علماً وهي باطن أرضكم.
 تصديقاً لقول الله تعالى:{لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَافِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى} صدق الله العظيم [طه:6]، 
ويحتلّها المسيح الكذّاب وربّها الله وليس المسيح الكذّاب الذي يدّعي الرّبوبيّة. وقال الله تعالى: 
{رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} صدق الله العظيم [الرحمن:17].
وذلك لأنّ الحياة الدنيا الأخرى ليس لها غير مشرقين ومغربين، لأنها باطن الأرض ونقطتا المشرقين هما ذاتهما نقطتا المغربين، وذلك لأنّ المشرقين ليسا في جهةٍ واحدةٍ بل إنّ أعظم مسافةٍ في هذه الأرض هي بين نقطتي المشرقين
 ولذلك قال الإنسان لقرينه الشيطان الذي أضلّه في هذه الحياة:
{حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ} صدق الله العظيم [الزخرف:38].
وذلك لأنّ المشرقين هما مشرقا الأرض السّاهرة التي لا تغيب عنها الشمس وإليها يُساق المبعوثون لقضاء حياتهم الأخرى المؤقّتة. تصديقاً لقول الله تعالى: 
{يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ﴿١٠﴾ أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً ﴿١١﴾ قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ﴿١٢﴾ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ﴿١٣﴾ فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ﴿١٤﴾}صدق الله العظيم [النازعات]، 
وهي كرّةٌ خاسرةٌ فعلاً لولا الإمام المهديّ؛ بل لولا الإمام المهديّ بإذن ربّه لفَتَنَ المسيح الدّجال كافّة المسلمين. 
تصديقاً لقول الله تعالى: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّـهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا ﴿٨٣﴾} 
 صدق الله العظيم [النساء:83]، 
وتسمّى الكرّة لأنها الرّجعة إلى الدّنيا. وقال الله تعالى:
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٥٣﴾ وَأَنِيبُوا إِلَىٰ رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ﴿٥٤﴾ وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ ﴿٥٥﴾ أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَىٰ عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّـهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ﴿٥٦﴾ أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّـهَ هَدَانِي لَكُنتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴿٥٧﴾ أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٨﴾ بَلَىٰ قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ} صدق الله العظيم [الزمر]. 
وهذا القول يقوله الهالكون من بعد أن يهلكهم الله فيدخلهم نار جهنّم من غير ظلمٍ ولكن أنفسهم يظلمون ولذلك قال:
 {أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿58﴾} 
 صدق الله العظيم.
إذاً الكرّة هي الرّجعة إلى الدّنيا. تصديقاً لقول الله تعالى:
 {يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ﴿١٠﴾ أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا نَّخِرَةً ﴿١١﴾ قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ﴿١٢﴾ فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ ﴿١٣﴾ فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ ﴿١٤﴾} 
صدق الله العظيم [النازعات].
 فما هي الساهرة؟ ألا إنّها الأرض التي لا تغيب عنها الشمس كما وجدها ذو القرنين، وقال الله تعالى: 
{حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا}
  صدق الله العظيم [الكهف:90].
بمعنى أنّها لا تغيب عنها الشمس فإذا غربت عنها أشرقت عليها من ذات نقطة الغروب وذلك لأنّ لهذه الأرض بوّابتين متقابلتين إحداهما منتهى طرفي الأرض جنوباً والأخرى منتهى طرفي الأرض شمالاً، فإذا غربت عنها الشمس إلى جهة الشّمال أشرقت عليها في نفس الوقت من البوّابة الشماليّة، ولذلك قال الله تعالى:
 {حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا} 
 صدق الله العظيم [الكهف:90].
وتلك هي السّاهرة من بعد بعث يوم الآزفة والرحيل إليها لقضاء حياةٍ طيّبةٍ إلى ما يشاء الله بعد رحمة الله
 للأمم ببعث الإمام المهديّ الذي بسببه:{يَمْحُو اللّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ} صدق الله العظيم [الرعد:39].
وسبق وأن فصّلنا لكم الأرض ذات المشرقين تفصيلاً وهذه هي صورة إحدى البوابتين، وتعلمون البوّابة التي تقابلها من خلال أنّ أشعّة الشمس آتيةٌ من باطن الأرض وظنّ الذين اكتشفوها أنه توجد شمسٌ باطن الأرض ولكنّهم خاطِئُون؛ بل أشعتها آتيةٌ من البوّابة التي تقابلها كما في هذه الصّورة بالحقّ على الواقع الحقيقيّ:

إخواني المسلمين، إنّ الصورة أعلاه التقطتها الأقمار الصّناعيّة بوكالة ناسا الأمريكيّة ولم يكونوا يعلمون بأنّ تلك سوف تكون من آيات التصديق؛ بل لا يحيطون بعلم هذه الأرض المفروشة وأدهشهم الأمر وظنّوا أنّ فيه شمساً باطن أرضنا وإنهم لخاطِئُون، بل تلك الأشعّة التي ترونها خارجةً من باطن الأرض هي الشمس وهي مقابلة البوابة الجنوبيّة أو الشماليّة وذلك الشّعاع الشمسيّ آتٍ من البوابة التي تقابلها كما فصّلنا لكم ذلك تفصيلاً من القرآن العظيم. تصديقاً لقوله تعالى:
 {وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ} صدق الله العظيم، وهذا رابطٌ تجدون فيه فيديو الكوكب العاشر وتصويره بالآفاق 
وإذا هو مصدّقٌ للبيان الحقّ للذِّكر كما فصّله لكم المهديّ المنتظر تفصيلاً من محكم القرآن العظيم لعلكم توقنون.
๑•ิ.•ั๑๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑ ๑•ิ.•ั๑
الإقتباس من بيان الإمام المهدي ناصرمحمد اليماني
مسائل في البعث الأول والشامل ..