الأحد، 17 يناير 2016

ما المقصود بذكر المُثنى في الآية الكريمة: { وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الجنّ والإنس نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ }؟

 ما المقصود بذكر المُثنى في الآية الكريمة:
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الجنّ والإنس نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ}؟

بسم الله الرحمن الرحيم،
وسلام على المرسلين والحمد لله ربّ العالمين، أما بعد..
وسؤالك يا من أحيا الله قلبها بالبيان الحقّ للقرآن هو عن المقصود بالمُثنى 
في قول الله تعالى: 
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الجنّ والإنس نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} 
صدق الله العظيم [فصلت:29].
ومن ثمّ نأتيك بالبيان الحقّ للكتاب ذكرى لأولي الألباب ونقول:
إنما المقصود بذكر المُثنى هنا هما فريقان اثنان اللذان كانا السبب الرئيسي والأساسي في ضلال الإنس والجنّ، فمن هم هذان الفريقان؟
والجواب:
 إنّهم شياطين الجنّ والإنس الذين يسعون جاهدين الليل والنهار بكل حيلةٍ ووسيلةٍ لكي يضلّوا الإنس والجنّ عن الصراط المستقيم، أولئك هم أولى بنار جهنم صلياً.وغرّ الذين لا يعلمون ذكر المُثنى في هذا الوضع في الكتاب فظنوا أنهم شخصان اثنان فقط،
ولكن الإمام المهديّ يفتيكم بالحقّ ونقول:
إنهم فريقان اثنان ينتمون إلى الثقلين الجنّ والإنس، وأولئك هم شياطين الجنّ والإنس الذين كانوا السبب الأساسي في ضلال الجنّ والإنس، وقد علم بذلك كافة الجنّ والإنس أن أعداءهم الذين كانوا السبب في ضلال الجنّ والإنس هم شياطين الجنّ والإنس، ولذلك قال كافة الضالين من الجنّ والإنس:
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الجنّ والإنس نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} 
صدق الله العظيم.
ولكن الذي غرّ الذين يقولون على الله ما لا يعلمون غرّهم ذكر المثنى،
ومن ثمّ يردّ عليهم المهديّ المنتظَر وأقول:
ولكن الله يخاطب الفريقين بخطاب المُثنى مثال قول الله تعالى:
{فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان} صدق الله العظيم [الرحمن:13].
والسؤال الذي يطرح نفسه:
 فهل هذا الخطاب بالمُثنى يقصد به الله اثنين فقط حتى يقول الله تعالى:
 {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان}؟
والجواب:
 بل يقصد به كافة الفريقين المكذبين من الجنّ والإنس، ولذلك قال الله تعالى:
 {سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ} صدق الله العظيم [الرحمن:31].
ويقصد الجنّ والإنس.
وكذلك قول الله تعالى: {فَبِأَيِّ آلَاء رَبِّكُمَا تُكَذِّبَان} 
 أي: الفريقان المكذبان أحدهم من الجنّ والآخر من الإنس، وكذلك قول الله تعالى:
 {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الجنّ والإنس نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} 
صدق الله العظيم
فالمقصود بقولهم :
{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا الَّذَيْنِ أَضَلَّانَا مِنَ الجنّ والإنس نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ}،
وقال ذلك كافةُ الضالين من الجنّ والإنس:
{ربنا أرنا الفريقين الذين أضلانا من الجنّ والإنس لنجعلهم من الأسفلين}،
  ويقصدون فريقَيْ شياطين الجنّ والإنس كونهم السبب الرئيسي في ضلال الجنّ والإنس لأنّ كافة الكفار من الجنّ والإنس علموا أنّ هذين الفريقين كانوا يسعون الليل والنهار لإضلال الجنّ والإنس بكل حيلةٍ ووسيلةٍ. وقضية الفتوى بالبيان الحقّ عن هذين الفريقين الذين جعلهم الله في الدرك الأسفل من نار جهنم وهما شياطين الجنّ والإنس. 
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين.
وأعوذ بالله أن يجعلني ربي من الذين يقولون على الله ما لا يعلمون، أَوَلمْ يتفكروا عن الذين هم أولى بنار جهنم صلياً؟ وأولئك فريقان اثنان وهم شياطين الجنّ والإنس ولم يقصد قابيل بن آدم عليه السلام، أفلا يتقي الذين يقولون على الله ما لا يعلمون؟
وبرغم أن علماء المسلمين يتفوقون على الإمام المهديّ في اللغة العربيّة ولكنهم عجزوا أن يأتوا بالبيان الحقّ للقرآن كما يفصّله الإمام المهديّ تفصيلاً، وقد علموا أنّ الإمام ناصر محمد اليماني لم يأتيهم بهذا البيان نتيجة علمه اللغوي في اللغة العربيّة ولكنهم يعلمون أنهم أعلم منه لغوياً ونحوياً،
والسؤال الذي يطرح نفسه هو:
كيف إذاً عَلِمَ الإمام ناصر محمد اليماني البيان الحقّ للقرآن برغم أنّ علماء المسلمين يتفوقون عليه في العلم اللغوي والنحوي ولم يستطيعوا أن يأتوا بالبيان الحقّ للقرآن كما يفصله الإمام ناصر محمد اليماني؟فَمَنْ علّم ناصر محمد البيان الحقّ للقرآن؟
والجواب:
 ذلكم لأنّه الإنسان الذي وعد به الرحمن أن يعلمه البيان الحقّ للقرآن.
 تصديقاً لقول الله تعالى: 
 {الرَّ‌حْمَـٰنُ ﴿١﴾ عَلَّمَ القرآن ﴿٢﴾ خَلَقَ الْإِنسَانَ ﴿٣﴾ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ﴿٤﴾}
 صدق الله العظيم [الرحمن].
وسلامٌ على المرسلين، والحمد لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.