الاثنين، 5 مايو 2014

البيان الحق لقوله تعالى:{وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) }

 
البيان الحق لقوله تعالى:
 {وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ  } 
البيان بالحق :
فهذه الآية من الآيات المحكمات يتكلم الله فيها عن القرآن العظيم بأنّه
 يوجد في أصل الكتاب في اللوح المحفوظ، وذلك هو المقصود 
من قول الله تعالى:{ وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ }،
ويقصد أنّه في كتاب الله الأصل الذي كتب الله فيه ما كان وما سيكون 
إلى يوم الدين ومن ضمن الأحداث الغيبية القرآن العظيم كتبه الله 
في اللوح المحفوظ. تصديقاً لقول الله تعالى: 
 { بَلْ هُوَ قُرْ‌آنٌ مَّجِيدٌ ﴿٢١﴾ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ﴿٢٢} 
 صدق الله العظيم [البروج]، 
 ويُسمى ذلك الكتاب بالكتاب المكنون وهو الأصل لكافة الكُتب السّماوية 
 ويتم نسخها منه، تصديقاً لقول الله تعالى:
 { فَلَاأقسمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ (75) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (76)‏ أنّهُ لَقرآن كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) } 
 صدق الله العظيم [الواقعة].
 والكتاب المكنون هو ذات اللوح المحفوظ،
 تصديقاً لقول الله تعالى:
 { هُوَ قُرْ‌آنٌ مَّجِيدٌ ﴿٢١﴾ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ ﴿٢٢﴾ }
 صدق الله العظيم [البروج].
 ومكان ذلك الكتاب في مكانٍ عليٍّ عند ربّ العالمين، تصديقاً لقول الله تعالى:
  { وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ (4) }
 صدق الله العظيم [الزخرف]
وأمّا وصف الكتاب
بالحكيم فتجد الجواب في مُحكم الكتاب أنّهُ من أوصاف القرآن، 
وقال الله تعالى:
 { يس (1) وَالْقرآن الْحَكِيمِ (2) إنّك لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) على صراطٍ مستقيمٍ (4) }
صدق الله العظيم [يس].
 فذلك مما وصف الله به كتابه الحكيم، وكذلك وصفه بالعظمة 
 وقال الله تعالى:
 { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِنْ الْمَثَانِي وَالْقرآن الْعَظِيمَ }
 صدق الله العظيم [الحجر:87]. 
وكذلك وصفه الله بالعزة وقال الله تعالى:
 { وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ(42) }
 صدق الله العظيم [فصلت].
 وكذلك وصفه الله بالنّور كونه نور تحيا به القلوب المُبصرة،
 ولذلك قال الله تعالى:
 { وَرَ‌حْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ ﴿١٥٦﴾ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّ‌سُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَ‌اةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُ‌هُم بِالْمَعْرُ‌وفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ‌ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّ‌مُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَ‌هُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُ‌وهُ وَنَصَرُ‌وهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ‌ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴿١٥٧﴾ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَ‌سُولُ اللَّـهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْ‌ضِ لَا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَ‌سُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ﴿١٥٨} صدق الله العظيم [الأعراف]
وإنما يخرجهم به من الظُلمات إلى النّور بآيات الكتاب البيّنات، 
تصديقاً لقول الله تعالى:
 { هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بيّنات لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ }
 صدق الله العظيم. 
وكذلك يسميه الله سُبحانه بالفُرقان كونكم إذا احتكمتم إلى محكم القرآن 
تستطيعون أن تُفرّقوا بين الحقّ والباطل، تصديقاً لقول الله تعالى:
 { تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا } 
 صدق الله العظيم.
 وكذلك يوصف الله القرآن العظيم أنّهُ حبل الله وأمركم أن تعتصموا بحبل الله ولا تتفرّقوا، وإنما الاعتصام هو أن تتبعوه وتكفروا بما خالف لمحكمه سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السّنة النّبويّة فذروا ما يخالف القرآن وراء ظهوركم واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم البُرهان للحقٌّ من ربّ العالمين المحفوظ من التحريف إلى يوم الدّين ليكون حُجّة الله على النّاس يوم الدّين لكونه رسالة الله الشاملة للإنس والجنّ، وجعله الله حبله الممدود من السّماء إلى الأرض من اعتصم به هُدي حين يجد ما يخالفه فقد هُدي إلى صراطٍ مُستقيمٍ كونه البُرهان للحقٌّ من ربّ العالمين. وقال الله تعالى:
 {يَاأيّها النّاس قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ ربّكم وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فأمّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعتصموا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا(175)}
 صدق الله العظيم [النساء]
فانظروا لقول الله تعالى: 
{ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فأمّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعتصموا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175) } 
 صدق الله العظيم،
 وذلك هو حبل الله الذي أمركم الله أن تعتصموا به حين تجدون ما يخالفه سواء يكون في التوراة أو في الإنجيل أو في السّنة النّبويّة فلا تتفرّقوا فذروا ما خالف لمحكم كتاب الله وراء ظهوركم واعتصموا بحبل الله القرآن العظيم إن كنتم به مؤمنين.
 تصديقاً لقول الله تعالى:
 { وَاعتصموا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا }
 صدق الله العظيم [آل عمران:103]
وقد علمتم المقصود من حبل الله الذي أمركم بالاعتصام به أنه القرآن العظيم الذي أمركم الله أن تعتصموا به وتكفروا بما خالف لمحكمه لكونه 

هو البُرهان الحقّ فيما كنتم فيه تختلفون. تصديقاً لقول الله تعالى:
 { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا (174) فأمّا الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعتصموا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ 
فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا (175) }
 صدق الله العظيم [النساء]
---
وسلامٌ على المُرسلين، والحمدُ لله ربّ العالمين..
أخوكم الإمام المهديّ ناصر محمد اليماني.